Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 191-193)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( مضطجعين ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ } متعلق بمحذوف حال ، فهو حال مؤوله بعد حال صريحة . قوله : ( أي في كل حال ) تفسير لقوله : { قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ } . قوله : ( يصلون كذلك ) أي قياماً إن قدروا ، فإن لم يقدروا فقعوداً ، فإن لم يقدروا فعل جنوبهم . قوله : ( ليستدلوا به على قدرة صانعهما ) أي واتصافه بالكمالات ، فالتفكر مورث للعلم والمعرفة ، قال العارف أبو الحسن الشاذلي : ذرة من عمل القلوب خير من مثاقيل الجبال من عمل الأبدان . قوله : ( يقولون ) قدره إشارة إلى أنه حال من الواو في { يَتَفَكَّرُونَ } ، والمعنى { يَتَفَكَّرُونَ } قائلين { رَبَّنَآ } إلخ وهو إشارة لثمرة الفكر ، فثمرة الفكر الإستدلال والمعرفة بالله . قوله : ( حال ) أي من قوله : { هَذا } وهذه الحال لا يستغنى عنها فهي واجبة الذكر كقوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } [ الدخان : 38 ] . قوله : { سُبْحَانَكَ } مصدر منصوب بفعل محذوف وجوباً تقديره أسبح سبحانك ، وهذه الجملة معترضة بين قوله : { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } وبين قوله : { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } . قوله : { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } هذا متسبب عن قوله : { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } أي فحيث وحدناك ونزهناك عن النقائض فقنا عذاب النار ، لأن النار جزاء من عصى ولم يوحد . قوله : { إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ } إلخ هذا علة لما قبله ، والمعنى إنما طلبنا الوقاية من عذاب النار ، لأن من أدخلته النار فقد أخزيته . قوله : ( للخلود فيها ) جواب عن سؤال مقدر تقديره أن قوله تعالى : { يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } [ التحريم : 8 ] يقتضي أن جميع المؤمنين غير مخزيين ، مع أن بعض العصاة منهم يدخل النار تطهيراً لما اقترفه ، وهذه الآية تدل على أن من دخل النار مخزي وأن مؤمناً . فأجاب المفسر بحمل هذه الآية على الكفار . قوله : ( زائدة ) أي للتوكيد في المبتدأ المؤخر ، وقوله : { لِلظَّالِمِينَ } خبر مقدم . قوله : { مُنَادِياً } أي داعياً وهو على حذف مضاف أي نداء مناد قوله : { يُنَادِي } صفة لمنادياً على الصحيح ، خلافاً لمن جعله مفعولاً ثانياً لسمع لأنه لا تنصب إلا مفعولاً واحداً على الصحيح . قوله : ( وهو محمد ) أي فإسناد النداء إليه حقيقي ، وقوله : ( أو القرآن ) أي فإسناد النداء إليه مجازي ، والمعنى منادى به . قوله : { أَنْ آمِنُواْ } أن تفسيرية ، وقوله : { بِرَبِّكُمْ } أي صدقوا بأنه يجب له كل كمال ، ويستحيل عليه كل نقيص . قوله : { فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } أي استرها عن أعين الخلق ، وقوله : { وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا } أي غطها عنا فلا تؤاخذنا بها وامحها من المصحف ، وهو ترقي عظيم في طلب المغفرة ، فهو من عطف الخاص على العام . قوله : ( بالعقاب عليها ) أي ولا بالعتاب عليها . قوله : { وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } أي احشرنا معهم واجعلنا في زمرتهم ، والمراد بالأبرار المطهرون الذين لم يفعلوا ذنوباً .