Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 188-190)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ } تقديره ناجين من عذاب الله ، وعلى الياء فقوله : { ٱلَّذِينَ } فاعل ومفعولاهما محذوفان تقديرهما أنفسهم ناجين من عذاب الله ، وسيأتي يشير لذلك المفسر . قوله : ( بالوجهين ) أي الياء والتاء ، لكن على قراءة الياء والتاء مفتوحة ، وهذه الآية تجر بذيلها على من يكون خبيث الباطل ويجب زينة الظاهر ، كأن يظهر العلم والصلاح والتقوى مع كونه في الباطن ضالاً مضلاً . قوله : { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي التصرف فيما في السماوات وما في الأرض ، لأن ذات السماوات والأرض لا نزاع في أنهما مملوكان لله . قوله : ( ومنه ) أي من الشيء المقدور عليه . قوله : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } سبب نزولها أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بآية تدل على أن الله واحد ، فقال تعالى رداً عليهم : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الآيات ، وإن حرف توكيد ونصب ، وفي خلق جار ومجرور خبرها مقدم ، وخلق مضاف ، والسماوات مضاف إليه ، وقوله : { لآيَاتٍ } اسمها مؤخر . قوله : ( وما فيهما من العجائب ) أشار بذلك إلى أن خلق باق على مصدريته بمعنى الإيجاد ، ويحتمل أن يكون بمعنى اسم المفعول ، أي مخلوقات السماوات والأرض وقوله : ( من العجائب ) أي كالنجوم والشمس والقمر والسحاب بالنسبة للسماوات ، والبحار والجبال والنباتات والحيوانات بالنسبة للأرض . قال تعالى : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [ ق : 6 - 7 ] وبالجملة ففي كل شيء له آية ، تدل على أنه الواحد ، قوله : ( بالمجيء والذهاب ) أي بمجيء الليل عقب النهار ، والنهار عقب الليل ، فليس أحد يقدر على إتيان الليل في النهار ولا العكس . قوله : ( والزيادة والنقصان ) أي زيادة أحدهما بقدر ما نقص من الآخر . قوله : ( دلالات ) أي براهين قطعية دالة على كونه متصفاً بالكمالات ، منزهاً على النقائض . قوله : ( ذوي العقول ) أي أصحاب العقول الكاملة . قوله : ( نعت لما قبله ) أي وهو أولى فهو في محل جر .