Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 195-197)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ } أي لأولي الألباب الموصوفين بما تقدم ، واستجاب بمعنى أجاب ، فالسين والتاء زائدتان للتأكيد وهو يتعدى بنفسه واللام . قوله : { رَبُّهُمْ } إنما عبر به دون غيره من الأسماء لمناسبة دعائهم به . قوله : ( أي بأني ) أشار بذلك إلى أن بفتح الهمزة تفاق السبعة وفيه حذف الجار وهو مطرد إذا أمن اللبس ، قال ابن مالك : @ وحذفه مع إن وإن يطرد مع أَمْنِ لبْسٍ كعجبت أن يدوا @@ وهذه الباء للسببية وقرئ شذوذاً باثباتها ، وقرئ سذوذا أيضاً بكسر الهمزة على تقدير القول . قوله : { لاَ أُضِيعُ } هكذا بسكون الياء من أضاع ، وقرئ بتشديد الياء من ضيع . قوله : { مِّنْكُمْ } جار ومجرور صفة لعامل ، وقوله : { مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ } من بيانية وقيل زائدة وذكر أو أنثى بدل من عامل ، وقيل إن الجار والمجرور بدل من الجار والمجرور قبله بدل كل من كل . قوله : { بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } هذه الجملة قصد بها التعليل والتعميم ، والمعنى لا أضيع عمل عامل منكم جميعاً ذكر أو أنثى ، لأن ربكم واحد ، وأصلكم واحد ، ودينكم واحد ، وبعضكم متناسل من بعض . قوله : ( مؤكدة لما قبلها ) أي قصد بها التعميم . قوله : ( نزلت ) أي هذه الآية من هنا إلى قوله : { وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ } . قوله : ( من مكة إلى المدينة ) أي أو إلى الحبشة كما كان في صدر الإسلام ، فكان من أسلم ولم يأمن على نفسه يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة ، إلى أن جاءه الأذن بالهجرة إلى المدينة . قوله : { وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ } يشير بذلك إلى أن الإخراج قهري ، لأنه وإن كان في الظاهر طائعاً إلا أنه في الباطن مكره . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وقوله : ( وفي قراءة بتقديمه ) أي المبني للمفعول لكن بالتخفيف ، فالقراءات ثلاث ، وتكون الواو على هذه القراءة بمعنى مع ، أي قتلوا مع كونهم قاتلوا فلم يفروا ، بل قتلوا في حال مقاتلهم الأعداء . قوله : { لأُكَفِّرَنَّ } اللام موطئة لقسم محذوف ، أو وحقي وجلالي لأكفرن ، والقسم وجوابه في محل رفع خبر . قوله : { فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } إلخ ، وهذا الوعد الحسن لمن اتصف بجميع تلك الصفات أو ببعضها قوله : ( أسترها بالغفرة ) أي عن الخلق وأبدلها حسنات . قوله : { ثَوَاباً } هو في الأصل مقدار من الجزاء أعده الله لعباده المؤمنين في الآخرة في نظير أعمالهم الحسنة ، لكن المراد به هنا الإثابة فهو مصدر مؤكد كما قال المفسر ، ويصح أن يكون حالاً في جنات ، أي لأدخلنهم جنات حال كونها ثواباً بمعنى مثاباً بها ، أي في نظير أعمالهم الحسنة . قوله : ( من معنى لأكفرن ) أي وما بعده وهو لأدخلنهم فهما في معنى لأثيبنهم . قوله : { مِّن عِندِ ٱللَّهِ } جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لثواباً . قوله : ( فيه التفات عن التكلم ) أي وكان مقتضى الظاهر أن يقول ثواباً من عندي وإنما أظهر في محل الإضمار تشريفاً لهم قوله : { وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ } لفظ الجلالة مبتدأ ، وقوله : { حُسْنُ ٱلثَّوَابِ } مبتدأ ثان ، وقوله : { عِندَهُ } خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر الأول ، ويحتمل أن يكون حسن الثواب فاعلاً بالظرف قبله ، والجملة خبر المبتدأ وإضافة حسن الثواب من إضافة الصفة للموصوف ، أي الثواب الحسن كالجنة وما فيها ، وأتى بهذه الآية تعليلاً لما قبلها . قوله : { لاَ يَغُرَّنَّكَ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمقصود غيره ، لأن هذه المقالة واقعة من ضعفاء المسلمين ، ولا ناهية ، ويغرنك فعل مضارع مبني على الفتح لإتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والكاف مفعوله ، والمعنى لا تغتر بتقلبهم إلخ . قوله : { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله هون . قوله : ( يتمتعون ) أي ينتفعون ويتنعمون به . قوله : ( هي ) أشار به إلى أنه المخصوص بالذم .