Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 198-199)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } إنما أتى بالإستدراك دفعاً لما يتوهم من أن الدنيا مذمومة ، ومتاع قليل مطلقاً للمؤمن والكافر ، فأفاد أن المؤمن وإن أخذ في التجارة والتكسب لا يضره ذلك ، بل له في الآخرة الدرجات العلا ، فذم الدنيا ومعيشتها للكافر خاصة ، قال العارف . @ ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في الدنيا بلا دين @@ قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } صفة لجنات . قوله : ( أي مقدرين الخلود ) أشار بذلك إلى أن قوله خالدين حال مقدرة ، لأن وقت دخولهم الجنة ليسوا بخالدين فيها . قوله : ( ونصبه على الحال ) أي لهم جنات حال كونها مهيئة ومعدة للمؤمنين ، وكما يقري الإنسان ضيفه أفخر ما عنده . قوله : { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } هذه الجملة صفة لنزلاً وإنما سمي { نُزُلاً } لأنه ارتفع عنهم تكاليف السعي والكسب ، فهو شيء سهل مهيأ لهم من غير تعب ، ولذلك حين دخلوها يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن . قوله : { لِّلأَبْرَارِ } أي المتقين . قوله : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ } سبب نزولها أنه يوم موت النجاشي ملك الحبشة واسمه أصمحة ومعناه عطية الله ، أسلم من غير أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخلت رعيته في الإسلام تبعاً له ، وجاء جبريل وأخبره بأنهم متوجهون بجنازته ليصلوا عليه ، فخرج النبي إلى هذا الرجل يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه ، فنزلت الآية . قوله : ( كعبد الله بن سلام ) أي وأربعين من نصارى نجران ، وإثنين وثلاثين من الحبشة ، وثمانية من الروم ، وراعى في الصلاة لفظ { مِنْ } وفي قوله : { خَٰشِعِينَ } وما بعده معناها . قوله : ( بأن يكتموها ) تصوير للشراء المنفي . قوله : ( يؤتونه مرتين ) أي لإيمانهم بكتابهم القرآن . قوله : ( كما في القصص ) أي في سورة القصص ، قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } [ القصص : 54 ] . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } أي المجازاة على الخير والشر .