Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-2)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( سورة آل عمران ) مبتدأ ومدنية خبره ، ومائتان خبر ثان . وقوله : ( مدنية ) أي نزلت بعد الهجرة وإن بغير أرض المدينة ، وتسميتها بذلك الاسم من باب تسمية الشيء باسم جزئه ، واختلف في عمران الذي سميت به ، فقيل المراد به أو موسى وهارون فآله موسى وهارون ، وقيل المراد به أبو مريم والمراد بآله مريم وابنها عيسى ، ويقرب ذلك ذكر قصتهما أثر ذكره ، وبين عمران أبي موسى وعمران أبي مريم ألف وثمانمائة عام . قوله : ( أو إلا آية ) أو الحكاية الخلاف ، وسببه الاختلاف في عد البسملة من السورة ، فمن عدها قال مائتان ومن لم يعدها قال إلا آية ، وورد في فضل هذه السورة أنها أمان من الحيات وكنز للفقير ، وأنه يكتب لمن قرأ منها ( إن في خلق السماوات والأرض ) إلى آخر الليل ثواب من قام الليل كله ، وقوله : ( الله أعلم بمراده بذلك ) مشى في ذلك على مذهب السلف في المتشابه ، وهكذا عادته في فواتح السور ، وقد تقدم الكلام في ذلك بأبسط عبارة وأعلم أنه قرئ عند إسقاط الهمزة من الله وفتح ميم ألم للنقل بمد الميت ست حركات أو حركتين ، وعند إسكان الميم حال الوقف واثبات الهمزة بمد الميم ست حركات ، فالقراءات ثلاثة . قوله : { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } سبب نزولها " قدوم وفد نصارى نجران وكانوا ستين راكباً فيهم أربعة عشرة من أشرافهم ثلاثة منهم كانوا أكابرهم أميرهم وحبرهم ووزيرهم يحاجون رسول الله في عيسى . فتارة قالوا إن عيسى ابن الله لأنه لم يكن له أب ، وتارة قالوا إنه الله لأنه يحيي الموتى ، وتارة قالوا إنه ثالث ثلاثة لأنه يقول فعلنا وخلقنا ، فلو كان واحداً لذكره مفرداً ، فشرع النبي يرد عليهم تلك الشبه ، فقال لهم : أتسلمون أن الله حي لا يموت ؟ فقالوا نعم ، أتسلمون أن عيسى يموت ؟ فقالوا : نعم ، فقال لهم أتسلمون أن الله يصور ما في الارحام كيف يشاء ؟ فقالوا نعم ، إلى غير ذلك فنزلت تلك السورة منها نيف وثمانون أية على طبق ما رد عليهم به " قوله : { ٱلْحَيُّ } أي ذو الحياة الذاتية . قوله : { ٱلْقَيُّومُ } أي القائم بأمور خلقه من غير واسطة معين .