Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 3-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( ملتبساً ) { بِٱلْحَقِّ } أشار بذلك إلى الباء في بالحق للملابسة في محل نصب على الحال فيكون مصدقاً حالاً بعد حال . قوله : { مُصَدِّقاً } حال من الكتاب ، قوله : { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } في الكلام استعارة بالكنابة حيث شبه بسلطان تقدمه عسكره ، وجاء على أثرهم يؤيدهم ويقويهم وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو قوله : { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } فإثباته تخييل . قوله : { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ } أي على موسى وقوله : { وَٱلإِنْجِيلَ } أي على عيسى ، واختلف الناس في هذين اللفظين هل يدخلهما الاشتقاق والتصريف أم لا لكونهما أعجميين ، فذهب جماعة إلى الأول فقالوا التوراة مشتقة من قولهم ورى إذا قدح فظهر منه نار ، فلما كانت التوراة فيها ضياء ونور يخرج به من الضلال إلى الهدى كما يخرج بالنار من الظلام إلى النور سمي هذا الكتاب بالتوراة ، والإنجيل مشتق من النجل وهو التوسعة ومنه العين النجلاء لسعتها فسمي الإنجيل بذلك لأن فيه توسعة لم تكن في التوراة ، إذ حلل فيه أشياء كانت محرمة فيها ، والصحيح أنهما ليسا مشتقين لأنهما عبرانيان ، قوله : ( أي قبل تنزيله ) أي الكتاب الذي هو القرآن ، قوله : ( حال ) أي من التوراة والإنجيل ، قوله : ( ممن تبعهما ) أشار بذلك إلى أن المراد بالهدى الوصول لا مجرد الدلالة ، قوله : ( وعبر فيهما بأنزل الخ ) جواب عن سؤال مقدر ، وقيل إن ذلك تفنن ، وقيل إن مادة نزل تعيد التكرار غالباً ، ومادة أنزل تفيد عدمه غالباً ، فلعل المفسر بنى هذا الجواب على ذلك ، وإلا فالهمز والتضعيف أخوان . قوله : ( بخلافه ) أي فإنه نزل مفرقاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة . قوله : ( ليعم ما عداها ) أي فهو من عطف العام على الخاص ، فالمراد بالفرقان هنا الفارق بين الحق والباطل لا خصوص القرآن فالفرقان كما يطلق على القرآن يطلق على غيره من الكتب . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي كنصارى نجران . قوله : { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي في الدنيا بالقتل والأسر وفي الآخرة بالنار . قوله : ( وعده ) أي بالخير وقوله ووعيده أي بالشر . قوله : ( لا يقدر على مثلها أحد ) أي لأن غاية عذاب غيره الموت وفيه راحة للمعذب ، ولا يقدر على إعادة روحه حتى تتألم ثانياً ، وأما عذاب الله فدائم لا آخر له ، قال تعالى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } [ النساء : 56 ] . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ } هذا رد لقولهم إن عيسى إله لأنه يعلم الأمور ، فرد عليهم بأن الله هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وليس كذلك عيسى . قوله : ( كائن ) أشار بذلك إلى أن قوله : { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } متعلق بمحذوف صفة لشيء . قوله : ( وخصهما بالذكر ) جواب عن سؤال مقدر . قوله : ( لا يتجاوزهما ) أي لا يتعداهما .