Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 24-25)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بِأَنَّهُمْ قَالُواْ } أي بسبب قولهم ذلك فهونوا على أنفسهم جميع الموبقات من قتل الأنبياء وعصيانهم وغير ذلك . قوله : ( من قولهم ذلك ) أي وهو لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات . قوله : { فَكَيْفَ } ( حالهم ) رد لقولهم المذكور وإبطال لما غرهم باستعظام ما سيقع لهم من الأهوال ، ويجوز أن يكون كيف خبراً مقدماً والمبتدأ محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( حالهم ) . وقوله : { إِذَا جَمَعْنَاهُمْ } ظرف غير مضمن معنى الشرط منصوب على الظرفية والعامل فيه متعلق الخبر . قوله : { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي في مجيئه ووقوع ما فيه . وقوله : { وَهُمْ } ( أي الناس ) فيه إشارة إلى أنه ذكر ضميرهم ، وجمعه بإعتبار معنى كل نفس . قوله : ( ونزل لما وعد ) وذلك أنه حين تحزبت عليه الأحزاب سنة خمس من الهجرة حتى تجمع عليه عشر آلاف مقاتل ، وكان المسلمون إذ ذاك نحو الألفين معه بالمدينة ، فأشاروا عليه بحفر الخندق فجعل على كل عشرة أربعين ذراعاً ، فبينما هم في ذلك ، إذ ظهرت لهم صخرة عظيمة لا تعمل فيها المعاول ، فكرب من كانت في قسمته ، فاستجاروا برسول الله ، فأخذ صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان الفارسي وضرب الصخرة أول مرة فخرج منها نور فملأ ما بين لا بتي المدينة ، فقال أضاء منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب ، والحيرة بكسر الحاء المهلمة وسكون الياء مدينة بقرب الكوفة ، وتمثيله القصور بأنياب الكلاب لشبهها لها في البياض انضمام بعضها لبعض مع الإشارة إلى تحقيرها ، ثم ضرب الثانية وقال : أضاء لي منها قصور الروم ، ثم ضرب الثالثة وقال : أضاء لي منها قصور صنعاء اليمن ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة على كلها فابشروا ، فقال المنافقون ألا تعجبون يمينكم ويعدكم بالباطل ويخبركم أنه يبصر ما ذكر ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من شدة الخوف ولا تستطيعون البروز ، فنزلت الآية ، وكسر الصخرة في الثلاثة ضربات من عزمه وقوته البشرية ، وإلا لو كان معجزة لأشار لها فقط ، وروي في فضل تلك الآية أحاديث لا تحصى ، منها ما روي أن الله لما أمر فاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله وقل اللهم مالك الملك بالنزول إلى الأرض ، قالوا يا ربنا لا تهبطنا دار النذوب وإلى من يعصيك ، فقال تعالى وعزتي وجلالي ما يقرؤكن عبد عقب كل صلاة إلا أسكنته حظيرة القدس على ما كان منه ، وإلا نظرت له بعيني المكنونة في اليوم والليلة سبعين مرة ، وإلا قضيت له في اليوم والليلة سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلا أعذته من عدوه بنصرته عليه ولا يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت .