Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 30-32)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَوْمَ تَجِدُ } ظرف لمحذوف أي ذكر . قوله : { مُّحْضَراً } أي حاضراً ظاهراً تفرح به ، وذلك كالصدقات والصيام والصلاة مثلاً . قوله : { أَمَدَاً بَعِيداً } أي مسافة طويلة فيتمنى أن لم يكن رآه ، وقد ورد أن العبد إذا خرج من قبره وجد عمله الصالح في صورة حسنة ، فيقول له طالما كنت أقلقك في الدنيا فاركب على ظهري الآن فيركبه إلى الحشر ، وذلك قوله تعالى : { نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } [ مريم : 85 ] وإذا كان غير صالح وجد عمله السيء في صورة قبيحة ، فيقول له طالما كنت تتمتع بي في الدنيا فأنا أركبك الآن ، وذلك قوله تعالى : { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } [ الأنعام : 31 ] ولو شرطية ، في الكلام حذفان أحدهما حذف مفعول تود ، والثاني حذف جواب لو ، والتقدير تورد تباعداً ما بينها وبينه ، لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً لسرت بذلك . قوله : { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } أي شديد الرحمة بهم ، حيث قطع عذرهم بتبيين ذلك في زمن يسع التوبة والرجوع إليه فيه . ومن جملة رأفته كثرة التكرار والتأكيد في الكلام لعله يصل إلى قلوب السامعين فيعملوا بمقتضاه . قوله : ( ونزل لما قالوا الخ ) وقيل سبب نزولها قول اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباءه . وقيل قول نصارى نجران ما عبدنا عيسى وأمه إلا محبة لله . قيل سبب نزولها أن النبي دخل الكعبة فوجد الكفار يعلقون على الأصنام بيض النعام ويزخرفها فقال لهم ما هذه ملة إبراهيم التي تدعونها ، فقالوا ما نعبدهم إلى ليقربونا إلى الله زلفى . قوله : { قُلْ } ( لهم يا محمد ) أي رداً لمقالهم . قوله : { فَٱتَّبِعُونِي } أي في جميع ما جئت به ، والمعنى أن اتباع النبي فيما جاء به دليل على محبة الإنسان لربه ، وهي ميل القلب نحوه وإيثار طاعته على هوى نفسه فيلزم من المحبة الطاعة ، قال بعض العارفين : @ لو قال تيهاً قف على جمر الغضا لوقفت ممتثلاً ولم أتوقف @@ وقال بعضهم : @ نعصي الاله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبلك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع @@ فمن ادعى المحبة من غير طاعة فدعواه باطلة لا تقبل . قوله : ( بمعنى أنه يثيبكم ) أشا بذلك إلى أن معنى المحبة الأصلي محال في حقه تعالى ، وأن المراد بمحبة الله للعبد قبوله والإثابة على أعماله . قوله : { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي يمحها في الصحف ، فالمحبوب لا يبقى عليه ذنب ، والمبغوض لا تبقى له طاعة ، قال بعض العارفين : واجعل سيئاتنا سيئات من أحببت ، ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت ، فالإحسان لا ينفع مع البغض منك ، والإساءة لا تضر مع الحب منك . قوله : { رَّحِيمٌ } به أي في الدنيا والآخرة . قوله : ( من التوحيد ) أي وغيره من شرائع الدين قوله : ( أعرضوا عن الطاعة ) أي فلم يتبعوك فما أمرت به . قوله : ( في إقامة الظاهر ) أي تبكيتاً لهم .