Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 51-53)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ } هذا رد لدعواهم بنوته لله ، وإلا لقال إن الله أبي . ( قوله طريق مستقيم ) أي دين قيم من تمسك به فقد نجا ومن حاد عنه وقع في الردى . قوله : { فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ } أحس يتعدى بنفسه وبحرف الجر ، والأحساس الإدراك بأحد الحواس الخمس : السمع والبصر والذوق واللمس والشم ، والمعنى أدركه منهم عناداً بعد ظهور تلك الآيات البينات . قوله : { قَالَ مَنْ أَنصَارِيۤ } أي من ينصرني . وقوله : { إِلَى ٱللَّهِ } جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الياء في أنصاري ، قدره المفسر بقوله ذاهباً . قوله : ( اعوان دينه ) أي أهل دينه فنصرة الدين كناية عن نصرة أهله . قوله : ( وكانوا اثني عشر ) أي وكان لهم كبيران اسمهما شمعون ويعقوب قوله : ( وهو البياض الخالص ) أي لبياض قلوبهم وثيابهم فأعطاهم الله بياض بواطنهم وظواهرهم قوله : ( وقيل كانوا قاصرين ) وقيل لأنهم حوروا النبي بمعنى نصروه ، وقيل كانوا صيادين للسمك ، وقيل كانوا صباغين ، وقيل كانوا ملوكاً ، ورد أن عيسى مر على هؤلاء وهم يصطادون السمك ، فقال لهم : اذهبوا بنا لنصطاد الخلق ، فقالوا له : وما آتيك على ذلك ؟ وكانوا طول نهارهم يطرحون الشبك لا يخرج لهم شيء من السمك ، فأمر أن يطرح الشبكة واحد منهم ففعل ، فخرج لهم سمك ملأ مركبين ، فآمنوا به وساروا بسيره ، وقيل إن شمعون كان ملكاً ، فرأى عيسى ذات يوم يأكل من إناء هو والناس ولا يفرغ ذلك الطعام ، فآمن به ونزل عن ملكه وتبعه أقاربه ، وقيل كان في صغره عند صباغ ، فأمره بصبغ ثياب متعددة ألواناً متغايرة وذهب لحاجة ، فوضع تلك الثياب في دن واحد وقال أيتها الثياب كوني كما أريد ، فجاء الصباغ وسأله عن الثياب فقال ها هي في هذا الدن ، فحزن حزناً عظيماً فأخرجها من الدن فوجدها كما أمره الصباغ فآمن به هو وأقاربه ، وقل إن الاثني عشر كانوا لا صنعة لهم حين آمنوا بعيسى وكانوا سياحين معه ، وكانوا كلما جاعوا شكوا لعيسى فينزل لهم كل واحد رغيفان ، وكلما ظمئوا شكوا له فتنبع لهم عين في أي محل كانوا فيه ، فقال لهم يوماً هنا من هو أفضل منكم ، فقلوا من فقال الذي يأكلون من كسب أيديهم ، فاستعملوا قصارة الثياب ، وقد يجمع بين الروايات المختلفة بأن بعض الاثني عشر كان من الملوك ، وبعضهم من الصيادين ، وبعضهم من القصارين ، وبعضهم من الصباغين قوله : { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ } أي الموحدين مطلقاً أو الذين فضلتهم بالشهادة وهم محمد وأمته ، لأنهم يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الأمم بالتكذيب .