Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 49-50)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَرَسُولاً } معمول بمحذوف قدره المفسر بقوله : ( نجعله ) لأنه المناسب له . قوله : ( في الصبا ) أي وهو ابن ثلاث سنين ، وقوله : ( أو بعد البلوغ ) أي وهو ابن ثلاثين سنة ، وكلا القولين ضعيف ، والمعتمد أنه نبىء على رأس الأربعين ، وعاش نبياً ورسولاً ثمانين سنة ، فلم يرفع إلا وهو ابن مائة وعشرين سنة . قوله : ( فنفخ جبريل في جيب درعها ) أي وكان عمرها إذ ذاك قيل عشر سنين ، وقيل ثلاثة عشرة ، وقيل ست عشرة سنة . قوله : ( ما ذكر في سورة مريم ) أي في قوله تعالى : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ } [ مريم : 16 ] الآيات ، واختلف في مدة حملها ، فقيل تسعة أشهر ، وقيل ثلاث ساعات ، وقيل ساعة واحدة وهو المشهور . قوله : { أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ } مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله فلما بعثه الله الخ ، وهو إشارة لقصة رسالته بعد أن ذكر قصة بشارته وحمله وولادته . قوله : ( اصور ) دفع بذلك ما يقال إن الخلق هو الإيجاد بعد العدم وهو مخصوص بالله تعالى ، فأجاب بأن معنى الخلق التصوير . قوله : ( مفعول ) أي لأخلق . قوله : ( الضمير للكاف ) ويصح أن يعود على الطين ، وحكمة المغايرة بين ما هنا وبين ما يأتي في آخر المائدة أن المتكلم هنا عيسى وهناك الله . قوله : ( وفي قراءة طائراً ) أي بالإفراد وأما الأولى فهو اسم جمع وهما سبعيتان . قوله : ( الخفاش ) أي الوطواط . وقوله : ( لأنه أكمل الطير خلقاً ) أي لأنه اسناناً وثدياً ، ويحيض كالنساء ويطير من غير ريش ، ولا يبصر إلا في ساعة المغرب وبد الصبح ، وما بقي من الزمن هو فيه أعمى . قوله : ( سقط ميتاً ) أي ليتميز فعل المخلوق من فعل الخالق . قوله : ( الذي ولد أعمى ) أي ممسوح العين أم لا وابراؤه للطارئ أولوي . قوله : { وٱلأَبْرَصَ } هو من به داء البرص وهو داء عظيم يشبه البهق إذا نخس نزل منه ماء قوله : ( لأنهما داءاً إعياء ) أي أعييا الأطباء الذين كانوا في زمنه ، فإن معجزة كل نبي على شكل أهل زمانه ، كموسى فإنه بعث في زمن كثرت فيه السحرة فأعياهم بالعصا واليد بيضاء ، وسيدنا محمد فإنه بعث في زمن العرب البلغاء فأعياهم بالقرآن . قوله : ( بشرط الإيمان ) أي بالقلب واللسان ، فإن آمن بلسانه فقط لم يشف . قوله : ( النفي توهم الألوهية فيه ) أي في عيسى بهذا الوصف الذي لم يشارك الله فيه أحد صورة ، فقوله : { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } رد عليهم ، فالمعنى لو كان دليلاً على ألوهيته لكان بإذنه . قوله : ( عازر ) بفتح الزاي . وقوله : ( صديقاً له ) أي عيسى وكان قد تمرض ، فأرسلت أخته لعيسى فأخبرته بمرضه وكان عى مسافة ثلاثة أيام ، فجاء فوجده قد مات ودفن ، فذهب مع أخته إلى قبره فدعا بالاسم الأعظم فأحيي وعاش إلى أن ولد له . قوله : ( وابن العجوز ) أي وأحياه قبل دفنه حين مر به على عيسى وهو على أعناق الرجال ، فدعا الله فجلس ولبس ثيابه وأتى أهله ، وقوله : ( وابنة العاشر ) أي الذي كان يأخذ العشر من الناس ، وقوله : ( وسام بن نوح ) أي وكان قد مات من نحو أربعة آلاف سنة ، فدعا الله فأحياه فقام وقد شاب نصف رأسه . ثم قال له مت بإذن الله فقال نعم لكن لا أذوق حرارة الموت ثانياً فقال له كذلك . قوله : { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ } ورد أنه كان يخبر الصبيان الذي يعلمهم الخط بما في بيوت آبائهم من المدخرات ، فيذهب الأولاد ويخبرون آباءهم بذلك ، ثم إنهم تجمعوا وحبسوا أولادهم عنه فجاء إليهم وسأل عنهم فأنكروهم ، فقال لهم من الذي خلف الأبواب فقالوا هم خنازير ، فقال كذلك إن شاء الله ففتحوا عليهم فوجدوهم كذلك ، فكربوا وتجمعوا على قتله فحملته أمه على حمار لها وجاءت به مصر ، فإن قلت قد يخبر المنجم الكاهن عن مثل ذلك فما الفرق ؟ أجيب بأن المنجم الكاهن لا بد لكل واحد من معدمات يرجع إليها ويعتمد عليها في أخباره ، فالمنجم يستعين بواسطة الكواكب والكاهن يستعين بخير من الجن ، وقد يخطئان كثيراً ، وأما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فبواسطة الوحي السماوي ، وهو من عند الله لا بواسطة ولا غيره فتأمل . قوله : { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ } هذه الجملة يحتمل أن تكون من كلام عيسى أو من كلام الله . قوله : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } جوابه محذوف أي انتفعتم بهذه الآية . قوله : { وَمُصَدِّقاً } حال معطوفة على حال مقدرة ، وهي متعلق قوله بآية التقدير جئتكم حال كوني متلبساً بآية وحال كوني مصدقاً ، ويشعر بذلك تقدير المفسر قوله جئتكم وليس معطوفاً على وجيهاً لأن وجيهاً من جملة المبشر به وهو من كلام الله ، وأما قوله مصدقاً فهو من كلام عيسى . قوله : ( قبلي ) { مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } أي وهو كتاب موسى ، وكان بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة وخمسة وسبعون سنة ، وأول أنبياء بني إسرائيل يوسف بن يعقوب وأخرهم عيسى . قوله : { وَلأُحِلَّ لَكُم } معمول لمحذوف تقديره وجئتكم لأجل التحليل ، ولا يصح عطفه على مصدقاً لأن ذلك حال وذا تعليل ( قوله بعض الذي حرم عليكم ) أي سبب ظلمكم كذي الظفر وشحوم البقرة والغنم . قوله : ( ما لا صيصية له ) أي شوكة يؤذي بها ، وأما ما له صيصة فهو باق على حله ولم يحرم . قوله : ( فبعض بمعنى كل ) استشكل بأنه يلزم عليه تحليل كالزنا والقتل . وأجيب بأن المراد جميع ما طرأ تحريمه من أجل التشديد ، لا ما كان محرماً بالأصالة . قوله : ( وليبني عليه ) { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي فحيث أمرتكم بما ذكر من ظهور الآيات فاتقوا الله الخ . قوله : ( وطاعته ) معطوف على توحيد الله من عطف العام على الخاص .