Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 58-60)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذٰلِكَ } اسم الإشارة عائد على ما تقدم من عجائب عيسى ، وأفرد باعتبار ما ذكر كما أشار لذلك المفسر . قوله : ( وعامله في ذلك الخ ) لأنه مضمن معنى أشير واعتراض ذلك بأن العامل في صاحبها ، هو الهاء في نتلوه ، فالعامل فيه هو نتلوه ، قال بعضهم معتذراً عن المفسر بأنه خلط إعراباً بآخر . وحاصل ذلك أن قوله ذلك مبتدأ وقوله نتلوه خبره ، وقوله من الآيات حال من الهاء وعامله هو نتلو أو من الآيات خبره ونتلوه حال ، وعاملها ما في ذلك من معنى الإشارة ، وهذا هو الذي يشير له المفسر على قول بعضهم . قوله : { وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ } عطف على الآيات للتفسير . قوله : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ } سبب نزولها أن وفد نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : نراك تسب صاحبنا ، فقال من هو ؟ قالوا عيسى تزعم أنه عبد الله ، فقال رسول الله أجل إنه عبد الله ورسوله ، فقالوا : هل له مثل من الخلق خلق من غير أب ؟ فنزلت الآية . قوله : ( الغريب ) أي وهو عيسى ، قوله : ( بالإغرب ) أي وهو آدم ، وأغربيته من وجوه منها أنه لم يسبق له أمثال أصلاً ، ومنها وجود الأم لعيسى دون آدم ، إن قلت : وجه الشبه بينهما ليس بتام . أجيب بأنه يكفي وجه واحد وهو عدم الابوة لكل . قوله : { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } جملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الأعراب . قوله : ( أي قباله ) بفتح اللام وهو الجسم ، وأما الروح فمن نور نبينا صلى الله عليه وسلم ، وإنما حمل الخلق على القالب لا على صورة الجسم الشاملة للروح نظراً لقوله ثم قال كن الخ ، وإلا لكان ضائعاً . قوله : ( وكذلك عيسى الخ ) أشار بذلك إلى وجه الشبه بينهما ، واتفق أن عالماً أسر في بلاد الروم فوجدهم يعبدون عيسى ، فقال لهم لم تعبدون عيسى ؟ فقالوا لأنه لا أب له ، فقال لهم : آدم أولى لأنه معدوم الأبوين ، فقالوا له : آدم وإن كان بلا أب إلا أنه لا يحيي الموتى ، فقال لهم : إذا كان كذلك فحزقيل أولى لأنه أحيا ثمانية آلاف وقيل أكثر بدعوته وعيسى أحيا أربعة أنفار ، فقالوا : إن عيسى يبرئ الأكمة والأبرص ، فقال جرجيس أحرق وطبخ ولم يضره الحرق ولا الطبخ . قوله : ( أي أمر عيسى ) أي الذي قصة الله في كتابه . قوله : { فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } خطاب له والمراد أمته على حد ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) ، لأنه معصوم من الامتراء والشرك وكل كبيرة وصغيرة . قوله : ( من النصارى ) أي نصارى نجران أو غيرهم . وقوله : ( بأمره ) أي أنه عبد الله ولم يكن ابنه .