Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 64-65)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } سبب نزولها أن نصارى نجران اختصموا مع اليهود في شأن إبراهيم ، فزعمت النصارى أنه كان نصرانياً وهم على دينه ، وزعمت اليهود أنه كان يهودياً وهم على دينه ، فقدموا متحاكمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم كلا الفريقين كاذب ، فقالت النصارى ما تريد إلا أن نتخذك معبوداً كما اتخذت اليهود العزيز رباً ، وقالت اليهود ما تريد إلا أن نتخذك معبوداً كما اتخذت النصارى المسيح رباً ، فنزلت . قوله : { إِلَىٰ كَلِمَةٍ } متعلق بتعالوا ذكره المتعلق هنا لأن المقصود الاجتماع على هذه الكلمة بخلاف التي قبلها ، فإن المقصود منها مجرد الأقبال أو حذفه من الأول ، وتقديره إلى المباهلة لدلالة الثاني عليه . قوله : { أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ } هذه الجملة في محل رفع خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله هي ، وإنما أطلق عليها كلمة مع أنها جمل لارتباط بعضها ببعض ، قال ابن مالك : وكلمة بها قد يؤم . نظير قوله تعالى : { كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } [ المؤمنون : 100 ] . قوله : ( كما اتخذم الأحبار ) أي وهم علماء اليهود والرهبان عباد النصارى واتخاذهم أرباباً من حيث إنهم ينسبون التحليل والتحريم والاقالة من الذنوب لهم ولا يتبعون ما أنزل الله ، بل المدار عندهم على ما حللته الأحبار والرهبان أو حرموه ، وهذه الآية وإن كانت خطاباً لليهود والنصارى إلا أنها تجر بذيلها على من يشرك بالله غيره من المسلمين كضعفاء الإيمان الذين يعتقدون في الأولياء أنهم يضرون أو ينفعون بذواتهم ، ويحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ، ومع ذلك يحدثون بدعاً عظيمة ما أنزل الله بها من سلطان ، ويجعلون تلك البدع طرقاً لهؤلاء الأولياء ويزعمون أنها منجية وإن كانت مخالفة للشرع ، ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هو الخاسرون ) . قوله : ( أعرضوا عن التوحيد ) أي لم يمتثلوا أمرك واتبعوا أحبارهم ورهبانهم فيما يأمرونهم به . قوله : { ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } أي منقادون لله وبرئيون منكم ومن عقائدكم . قوله : ( ونزل لما قال اليهود الخ ) أي وتحاكموا عند النبي صلى الله عليه وسلم ليفصل بينهما . قوله : ( وقالت النصارى كذلك ) أي هو نصراني ونحن على دينه . قوله : { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } أي اليهود والنصارى . قوله : { لِمَ تُحَآجُّونَ } أي يحاجج بعضكم بعضاً ، والإستفهام توبيخي إنكاري . قوله : { فِيۤ إِبْرَاهِيمَ } أي في دينه فهو على حذف مضاف ، وإليه يشير المفسر بقوله : ( يزعمكم أنه على دينكم ) . قوله : ( بزمن طويل ) أي فكان بين التوراة وإبراهيم ألف سنة ، وبينه وبين الإنجيل ألفا سنة وتسعمائة وخمسة وسبعون سنة . قوله : ( وبعد نزولها الخ ) بهذا التقدير تمت الحجة عليهم ، فالمعنى أن المانع من كونهم على دين إبراهيم تغييرهم وتبديلهم ، وإلا فلو تمسكوا بالتوراة والإنجيل حقيقة لما اختلفوا ولكانوا على دين إبراهيم . قوله : ( حدثت اليهودية والنصرانية ) أي اللتان ابتدعوهما حيث غيروا التوراة وسموها اليهودية ، وغيروا الإنجيل وسموه النصرانية . قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي أغفلتم عما زعمتم فلا تعقلون ما تقولونه .