Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 93-96)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كُلُّ ٱلطَّعَامِ } أي الذي هو حلال في شرعنا ، فما هو حلال في شرعنا كان حلالاً في شرعه . قوله : ( حلالاً ) أشار بذلك إلى أنه يقال حل وحلال وكذلك حرم وحرام ، قوله : { إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ } معناه بالعربية عبد الله وهو اسمه ويعقوب لقبه . قوله : ( عرق النسا ) أي وهو عرق ينفر في بطن الفخذ يعجز صاحبه ، وورد في دوائه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يؤتى بكبش عربي ويذبح وتؤخذ أليته وتقطع ثم تسلى بالنار ، ثم يؤخذ ذلك ويقسم ثلاثة أجزاء ويشرب كل جزء على الريق ، قال أنس : فما زلت أصف ذلك لمن نزل به فشفي به أكثر من مائة ، قوله : ( فنذر إن شفي لا يأكلها ) أي وكان لحمها أحب المأكول إليه ، ولبنها أحب المشروب إليه ، ومثل هذا النذر لا يلزم في شرعنا لأن النذر إنما يلزم به ما ندب ، وترك ما ذكر ليس مندوباً ، قوله : ( فحرم عليه ) قيل حرمت أيضاً على أولاده تبعاً له ، وقيل هو حرمها على نفسه وعلى ذريته . قوله : { مِن قَبْلِ } ظرف متعلق بحلاً مع ملاحظة الاستثناء ، ويحتمل أنه متعلق بقوله إلا ما حرم قوله : ( وذلك بعد إبراهيم ) أي بألف سنة ، قوله : ( صدق قولكم ) أي اخباركم عنه بأن ما ذكر حرام عليه . قوله : ( فبهتوا ) من باب علم أو نصر أو كرم أو زهي ، والمعنى دهشوا وتحيروا وانقطعت حجتهم . قوله : { فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } أي اختلقه من عند نفسه ، قوله : ( أن التحريم ) أي لخصوص لحوم الإبل والبانها . قوله : { قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ } أي ثبت وتقرر صدقه وظهر كذبكم . قوله : ( كجميع ما أخبر به ) أي كصدقة في جميع أخباره التي جاءت بها الرسل . قوله : ( التي أنا عليها ) أي وجميع المؤمنين . قوله : { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } تعريض لهم بأنهم هم المشركون ، وبيان أن النبي على ملة إبراهيم من حيث السهولة وأصول الدين . قوله : ( ونزل لما قالوا إلخ ) أي حين حولت القبلة قالوا لم تحولت عن قبلتنا مع كونها أقدم وأفضل . قوله : ( لغة في مكة ) أي فأبدلت الميم باء ، قوله : ( لأنها تبك أعناك الجبابرة ) أي وسميت مكة لأنها من المك وهو الإزالة ، فإنها تزيل الذنوب وتمحوها ، قوله : ( بناه الملائكة ) ورد أن الله خلق البيت المعمور ، وكانت ملائكة السماء تطوف به ، اشتاقت ملائكة الأرض لبيت مثله ، فأمرهم ببناء بيت محاذ للبيت الذي في السماء وكان من درة بيضاء وطافت به قبل آدم الفي سنة . قوله : ( وضع بعده ) أي بعد بنائه ظاهره أنه وضع بعد بناء الملائكة بأربعين سنة ، فيكون من وضع الملائكة ويكون متقدماً على آدم وليس كذلك ، بل الحق أن بيت المقدس وضعه آدم بعد بنائه هو البيت الحرام بأربعين سنة . قوله : ( زبدة ) بالتحريك رغوة بيضاء . قوله : ( ذا بركة ) أي من حيث الحج به وتكفير السيئات لمن دخله بذل وانكسار . قوله : ( لأنه قبلتهم ) أي يتوجهون إليه عند الصلاة ، وعموم الآية يشهد بأنه قبلة حتى للجمادات ، ولذلك ترى الأشجار عند انحنائها تكون لجهته . قوله : ( وبقي إلى الآن ) أشار بذلك إلى أن في الحجر آيتين غوص إبراهيم فيه وصعوده به ونزوله به ، وكونه باقياً إلى الآن . قوله : ( تضعيف الحسنات فيه ) أي فالصلاة فيه بمائة ألف صلاة ، قوله : ( وأن الطير لا يعلوه ) أي لا يمر على ظهره إلا إذا كان بالطير مرض فيمر ليشتفي بهوائه . قوله : ( بقتل ) أي ولو قصاصاً ، هذا ما كان في الجاهلية فكان الرجل يقتل ويدخله فلا يتعرض له ما دام فيه ، وأما بعد الإسلام فعند مالك والشافعي أن قتل اقتص منه فيه ، وعند أبي حنيفة لا يقتص منه فيه ما دام فيه وإنما يضيق عليه حتى يخرج ، وهذا هو الأمر في الدنيا ، وأما في الآخرة فبتكفير السيئات ومضاعفة الحسنات .