Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 22-24)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ } أي أبصروهم محدقين حول المدينة . قوله : { قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ } أي بقوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] { وَرَسُولُهُ } . أي بقوله : إن الأحزاب سائرون عليكم بعد تسع ليال أو عشر ، والعاقبة لكم عليهم . قوله : { وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } أي ظهر صدق خبر الله ورسوله في الوعد بالنصر ، فاستبشروا بالنصر قبل حصوله ، وأظهر في محل الإضمار ، وزيادة في تعظيم اسم الله ، ولأنه لو أضمر الجمع بين اسم الله واسم رسوله في ضمير واحد ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم عاب على من قال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصمهما فقد غوى ، فقال له : بئس خطيب القوم أنت ، قل : { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ الأحزاب : 36 ] . قوله : { وَمَا زَادَهُمْ } ( ذلك ) أي والوعد أو الصدق . قوله : { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ } إلخ ، هم جماعة من الصحابة نذروا أنهم إذا أدركوا حرباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتوا وقاتلوا حتى يستشهدوا . قوله : أي وفي نذره بموته في القتال ، يقال : نحب ينحب ، من باب قتل نذر ، ومن باب ضرب بكى , قوله : { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } ( ذلك ) أي قضاء النحب بالموت في سبيل الله . قوله : ( بخلاف حال المنافقين ) أي فقد بدلوا وغيروا ، فكان الواحد منهم إذا أراد القتال ، إنما يقال خوفاً على نفسه وماله ، لا طمعاً في رضا الله . قوله : { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ } الخ . قوله : ( بأت يميتهم على نفاقهم ) أشار بذلك إلى أن مفعول { شَآءَ } محذوف ، ودفع بذلك ما يقال : إن عذابهم متحتم ، فكيف علق على المشيئة ؟ فالتعليق بحسب علمنا ، وأما في علم الله فالأمر محتم ، إما بالسعادة أو الشقاوة ، وسيظهر ذلك للعباد .