Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 19-21)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي مانعين للخير عنكم . قوله : ( جمع شحيح ) هذا هو المسموع فيه وقياسه أفعلاء ، كخليل وأخلاء ، والشح البخل . قوله : { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } إلخ ، هذا وصف لهم بالجبن ، لأن شأن الجبان الخائف ينظر يميناً وشمالاً ، شاخصاً ببصره . قوله : ( كنظر أو كدوران ) أشار بذلك إلى أن قوله : { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ } نعت لمصدر محذوف من { يَنظُرُونَ } أو من { تَدُورُ } . قوله : { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } أي لأنه يشخص ببصره ويذهب عقله . قوله : { سَلَقُوكُمْ } السلق بسط العضو ومدة للقهر ، كان يداً أو لساناً ، ففي الآية استعارة بالكناية ، حيث شبه اللسان بالسيف ، وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو السلق بمعنى الضرب ، فإثباته تخييل والحداد ترشيح . قوله : { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } أي مانعين له ، فلا نفع في أنفسهم ولا في مالهم . قوله : { لَمْ يُؤْمِنُواْ } ( حقيقة ) أي بقلوبهم وإن أسلموا ظاهراً . قوله : { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } أي أظهر بطلانها . قوله : { يَحْسَبُونَ } أي المنافقون لشدة جبنهم . قوله : { ٱلأَحْزَابَ } أي قريشاً وغطفان واليهود . قوله : { لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ } أي ساكنون في البادية خارج المدينة ، ليكونوا في بعد عن الأحزاب . قوله : { يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ } يصح أن يكون حالاً من الواو في { بَادُونَ } أو جملة مستأنفة ، والمعنى يسألون كل قادم من جانب المدينة ، عما جرى بينكم وبين الكفار ، وقائلين فيما بينهم : إن غلب المسلمون قاسمناهم في الغنيمة ، وإن غلب الكفار فنحن معهم . قوله : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } هذه الآية وما بعدها إلى قوله : { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } [ الأحزاب : 26 ] من تمام قصة الأحزاب ، وفيها عتاب للمتخلفين عن القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤمنين والمنافقين . قوله : ( بكسر الهمزة وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( اقتداء ) أشار بذلك إلى أن الأسوة اسم بمعنى المصدر وهو الائتساء ، يقال ائتسى فلان بفلان أي اقتدى به . قوله : ( في القتال ) لا مفهوم له ، بل الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واجب في الأقوال والأفعال والأحوال ، لأنه لا ينطق ولا يفعل عن هوى ، بل جميع أفعاله وأقواله وأحواله عن ربه ، ولذا قال العارف : @ وخصك بالهدى في كل أمر فلست تشاء إلا ما يشاء @@ وإنما خص القتال بالذكر لأنه معرض السبب . قوله : { لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ } لأي فالمنصف بهذه الأوصاف ، ثبتت له الأسوة الحسنة في رسول الله ، وأما من لم يكن متصفاً بتلك الأوصاف ، فليس كذلك . قوله : { وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } أي بلسانه أو جنانه أو ما هو أعم .