Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 26-27)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } إلخ ، شروع في ذكر قصة بني قريظة ، وذكرت عقب الأحزان ، لكونه بني قريظة كانوا من جملة الذين تحزبوا على رسول الله وأصحابه ونقضوا عهده وحاربوه ، قال العلماء بالسير : " لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي انصرف فيها الأحزاب راجعين إلى بلادهم ، انصرف هو والمؤمنون إلى المدينة ووضعوا السلاح ؟ قال : نعم ، قال جبريل : عفا الله عنك ، وما وضعت الملائكة السلاح منذ أربعين ليلة ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ، فقال : إن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة فانهض إليهم ، فإني قد قطعت أوتارهم ، وفتحت أبوابهم ، وتركتهم في زلزال ، وألقيت الرعب في قلوبهم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي : إن من كان مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ، فحاصرهم المسلمون خمساً وعشرين ليلة ، حتى جهدهم الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتنزلون على حكمي ؟ فأبوا فقال : أتنزلون على حكم سعد بن معاذ سيد الأوس ؟ فرضوا به ، فحكمه فيهم ، فقال سعد : إني أحكم فيهم ، أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري - النساء - فقال صلى الله عليه وسلم : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ) ، فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار بنت الحرث ، من نساء بني النجار ، ثم خرج إلى سوق المدينة الذي هو سوقها اليوم ، فخندق فيه خندقاً ، ثم بعث إليهم ، فأتى بهم إليه وفيهم حيي بن أخطب رئيس بني النضير ، وكعب بن أسد رئيس بني قريظة ، وكانوا ستمائة أو سبعمائة ، فأمر علياً والزبير بضرب أعناقهم ، وطرحهم في ذلك الخندق ، فلما فرغ من قتلهم وانقضى في شأنهم ، توفي سعد المذكور بالجرح الذي أصابه في وقعة الأحزاب ، وحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ، قالت عائشة : فوالذي نفس محمد بيده . إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي ، قالت : وكانوا كما قال الله تعالى { رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } " قوله : ( وهو ما يتحصن به ) أي سواء كان من الحصون أو لا ، حتى الشوكة والقرن وباب الدار ونحو ذلك ، تسمى صيصية . قوله : { فَرِيقاً تَقْتُلُونَ } بيان لما فعل بهم . قوله : ( وهم المقاتلة ) أي وكانوا ستمائة وقيل سبعمائة . قوله : ( أي الذراري ) أي وكانوا سبعمائة وقيل خمسين . قوله : ( بعد ) أي الآن وعبر بالماضي لتحقق الحصول . قوله : ( وهي خيبر ) أي وغيرها من كل أرض ظهر عليها المسلمون بعد ذلك إلى يوم القيامة . قوله : ( أخذت بعد قريظة ) أي بسنتين أو ثلاث ، على الخلاف المتقدم في قريظة ، هل هي في الرابعة أو الخامسة ، وخيبر كانت في السابعة في أول محرم ، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ثمانية ، وذات مزارع ونخل كثيرة ، بينها وبين المدينة الشريفة أربع مراحل ، فأقبل عليها صبيحة النهار ، وفي تلك الليلة لم يصح لهم ديك ولم يتحركوا ، وكان فيها عشرة آلاف مقاتل ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وحاصرها ، وبنى هناك مسجداً صلى به طول مقامه عندها ، وقطع من نخلها أربعمائة نخلة ، وسبى أهلها ، وأصاب من سبيها صفية بنت حيي بن أخطب رئيس بن النضير ، وكانت وقعت في سهم دحية الكلبي ، فتنازع بعض الصحابة في شأن ذلك ، فأخذها رسول الله وأرضاه ، وكانت من سبط هارون أخي موسى ، فأسلمت ثم أعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها .