Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 28-29)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ } اختلف المفسرون في هذا التخيير ، هل كان تفويضاً في الطلاق إليهن ، فيقع بنفس الاختيار ؟ أم لا ؟ فذهل الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم ، إلى أنه لم يكن تفويضاً في الطلاق ، وإنما خيرهن على أنهن إن اخترن الدنيا فارقهن ، لقوله تعالى : { فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ } وذهب قوم إلى أنه كان تفويضاً ، وأنهن لو اخترن الدنيا لكان طلاقاً ، فلا يحتاج لإنشاء صيغة من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : ( وهن تسع ) أي وهن اللاتي مات عنهن ، وقد جمعهن بعض العلماء بقوله : @ نوفي رسول الله عن تسع نسوة إليهن تعزى المكرمات وتنسب فعائشة ميمونة وصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست نظمهن مهذب @@ فعائشة هي بنت أبي بكر ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب ، وميمونة بنت الحرث الهلالية ، وصفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير ، وهند هي أم سلمة بنت أمية ، وزينت بنت جحش ، وجويرية بنت الحرث الخزاعية المصطلقية ، ورملة هي أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرث ، وسودة هي بنت زمعة . قوله : { إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي التنعم فيها . قوله : { وَزِينَتَهَا } أي زخارفها ، روي أن أبا بكر جاء ليستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال : فأُذن لأبي بكر فدخل ، ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له فدخل فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالساً واجماً ساكتاً وحوله نساؤه ، قال عمر : فقلت : والله لأقولن شيئاً أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت " يا رسول الله ، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة ، فقمت إليها فوجأت عنقها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها ، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، كلاهما يقول : تسألن رسول الله ما ليس عنده ، فقلن : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أبداً ما ليس عنده ، ثم اعتزلهن شهراً ، ثم نزلت هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ } حتى بلغ { لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } قال : فبدأ بعائشة فقال : يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً ، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ، بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وكلهن قلن كما قالت عائشة : فشكر لهن ذلك ، فأنزل الله { لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ } [ الأحزاب : 52 ] ثم رفع ذلك الحرج بقوله تعالى : { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ } [ الأحزاب : 38 ] وبقوله : { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ } [ الأحزاب : 51 ] . قوله : { فَتَعَالَيْنَ } فعل أمر مبني على السكون ، ونون النسوة فاعل . قوله : { أُمَتِّعْكُنَّ } جواب الشرط وما بينهما اعتراض ، ويصح أن يكون مجزوماً في جواب الأمر ، والجواب { فَتَعَالَيْنَ } قوله : ( أطلقن من غير ضرار ) أي من غير تعب ومشقة . قوله : ( فاخترن الآخرة على الدنيا ) أي ودمن على ذلك ، فكن زاهدات في الدنيا ، حتى ورد أن عائشة دخل عليها ثمانون ألف درهم من بيت المال ، فأمرت جاريتها بتفرقتها ففرقتها في مجلس واحد ، فلما فرغت طلبت عائشة منها شيئاً تفطر به وكانت صائمة ، فلم تجد منها شيئاً .