Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 30-31)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ } إلخ ، هذه الآيات خطاب من الله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إظهاراً لفضلهن وعظم قدرهن عند الله تعالى ، لأن العتاب والتشديد في الخطاب ، مشعر برفعة رتبتهن لشدة قربهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنهن ضجيعاته في الجنة ، فبقدر القرب من رسول الله يكون القرب من الله ، خلافاً لمن شذ وزعم أن حب النبي والقرب منه والتعلق به شرك . قوله : { بِفَاحِشَةٍ } قيل المراد بها الزنا ، والمعنى لو وقع من واحدة منكن هذا الفعل ، لحدت حدين ، لعظم قدرها ، كالحر بالنسبة للأمة ، وعلى هذا القول فلا خصوصية لنساء النبي ، بل جميع نساء الأنبياء مصونات من الزنا ، ولذا قال ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، وإنما خانت امرأة نوح ولوط في الإيمان والطاعة ، وقيل المراد بها النشوز وسوء الخلق ، وقيل الفاحشة إذا وردت معرفة فهي الزنا واللواط ، وإن وردت منكرة فهي سائر المعاصي ، وإن وردت منعوتة كما هنا ، فهي عقوق الزوج وسوء عشرته ، وقيل المراد بها جميع المعاصي وهو الأظهر ، وهذا على سبيل الفرض والتقدير على حد : لئن أشركت ليحبطن عملك ، وإلا فنساء النبي مطهرات مصونات من الفواحش . قوله : ( بفتح الباء وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي بينت ) إلخ ، لف ونشر مرتب . قوله : ( وفي قراءة يضعف ) أي والثلاث سبعيات . قوله : ( العذاب ) أي عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . قوله : ( أي مثليه ) أي فضعف الشيء مثله ، وضعفاء مثلاه ، وأضعافه أمثاله . قوله : { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } أي سهلاً ، فلا يبالي الله بأحد وإن عظمت رتبته ، فليس أمر الله كأمر الخلق بترك تعذيب العزة حيث أذنبوا ، لكثرة أوليائهم وأعوانهم ، بل المكرم عند الله هو التقي . قوله : { وَتَعْمَلْ صَالِحاً } أي تدم عليه ، وفيه مراعاة معنى من على قراءة التاء ، ومراعاة لفظها على قراءة الياء . قوله : { مَرَّتَيْنِ } أي مرة على الطاعة والتقوى ، ومرة أخرى على خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمة الباطنية التي لا تتيسر من غيرهن .