Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 33-35)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ } اختلف في زمنها ، فقيل هي ما قبل بعثة إبراهيم ، وقيل ما بين آدم ونوح ، وقيل ما بين نوح وإدريس ، وقيل ما بين نوح وإبراهيم ، وقيل ما بين موسى وعيسى ، وقيل ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل هي ما قبل الإسلام مطلقاً ، وعليه اقتصر المفسر ، وجعلها أولى بالنسبة إلى ما كن عليه ، وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى . قوله : ( من إظهار محاسنهن للرجال ) أي فكانت المرأة تجلس مع زوجها وخلها ، فينفرد خلها بما فوق الإزار ، وينفرد زوجها بما دون الإزار إلى أسفل ، وربما سأل أحدهما صاحبه البدل . قوله : ( والإظهار بعد الإسلام ) إلخ ، جواب عما يقال : إن إظهار الزينة واقع من فسقة النساء بعد الإسلام ، فلا حاجة لذكر الجاهلية الأولى ، فأجاب : بأنه تقدم النهي عنه في قوله : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } [ النور : 31 ] . قوله : { وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ } أي بشروطها وآدابها . قوله : { وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ } أي لمستحقيها . قوله : { وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي في جميع الأوامر والنواهي ، فلا تليق منكن المخالفة فيما أمر الله ورسوله به . قوله : { ٱلرِّجْسَ } أي الذنب المدنس لعرضكن . قوله : { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } منصوب على أنه منادى ، وحرف النداء محذوف قدره المفسر . قوله : ( أي نساء النبي ) قصره عليهن لمراعاة السياق ، وإلا فقد قيل : الآية عامة في أهل بيت سكنه وهن أزواجه ، وأهل بيت نسبه وهن ذريته . قوله : { وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } أكده إشارة إلى الزيادة في التطهير بسبب التكاليف ، فالعبادة والتقوى سبب للطهارة ، وهي الخلوص من دنس المعاصي ، فمن ادعى الطهارة مع ارتكابه المعاصي ، فهو ضال كذاب . قوله : { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ } أي لتذكرن به أنفسكن أو غيركن ، وفيه تذكير لهن بهذه النعمة العظيمة ، حيث جعلهن من أهل بيت النبوة ، وشاهدن نزول الوحي ، وكل ذلك موجب للزوم التقوى . قوله : { مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } بيان لما . قوله : { لَطِيفاً } أي عالماً بخفيات الأمور . قوله : { خَبِيراً } أي مطلعاً على كل شيء . قوله : { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } إلخ ، سبب نزولها : أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم جلسن يتذاكرن فيما بينهن ويقلن : إن الله ذكر الرجال في القرآن ، ولم يذكر النساء بخير ، فما فينا خير نذكر به ، إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة ، فسألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت كثيرة السؤال له فقالت : يا رسول الله ، ما بال ربنا يذكر الرجال في كتابه ولا يذكر النساء ؟ فنخشى أن لا يكون فيهن خير ، فنزلت جبراً لخاطرهن . قوله : { وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } إنما عطف وصفهم بالإيمان على وصفهم بالإسلام ، وإن كانا متحدين شرعاً ، نظراً إلى أنهما مختلفان مفهوماً ، إذ الإسلام التلفظ بالشهادتين ، بشرط تصديق القلب بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والإيمان الإذعان القلبي بشرط النطق باللسان ، ويكفي في العطف أدنى تغاير . قوله : { وَٱلْحَافِـظَاتِ } حذف المفعول لدلالة ما قبله عليه والتقدير والحافظات فروجهن . قوله : { وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً } أي بأي ذكر كان ، من تسبيح أو تهليل أو تحميد أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والكثرة مختلفة باختلاف الأشخاص ، فالكثرة في حق العامة أقلها ثلاثمائة ، وفي حق المريدين اثنا عشر ألفاً ، وفي حق العارفين عدم خطور الغير على قلوبهم ، ومنه قول العارف ابن الفارض :