Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 4-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } أي لأن القلب عليه مدار قوى الجسد فيمتنع تعدده ، لأنه يؤدي للتناقض ، وهو أن يكون كل منهما أصلاً لكل قوى الجسد وغير أصل له . قوله : ( رداً على من قال ) إلخ ، أي وهو أبو معمر ، جميل بن معمر الفهري ، كان رجلاً لبيباً حافظاً لما يسمع ، فقالت قريش : ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء ، إلا من أجل أن له قلبين ، وكان يقول : لي قلبان أعقل بكل منهما أفضل من عقل محمد . فلما هزم الله المشركين يوم بدر ، انهزم أبو معمر ، لقيه أبو سفيان وإحدى نعليه بيده والأخرى برجله ، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا ، فقال : ما بال إحدى نعليك في يدك ، والأخرى في رجلك ، فقال أبو معمر : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان ، لما نسي نعله في يده . قوله : ( بهمزة وياء بلا ياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان وهو جمع التي ، قال ابن مالك : باللات واللاء التي قد جمعا . قوله : ( بلا ألف قبل الهاء ) أي فأصله تتظهرون بتاءين ، سكنت الثانية وقلبت ظاء وأدغمت في الظاء . قوله : ( وبها والتاء الثانية في الأصل مدغمة في الظاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وبقي قراءتان سبعيتان أيضاً ، وهما فتح التاء والهاء مع تخفيف الظاء وأصلها بتاءين ، حذفت احداهما وضم التاء وكسر الهاء وتخفيف الظاء أيضاً مضارع ظاهر ، وهذه القراءات واردة قد سمع أيضاً ، غير فتح التاء والهاء وتخفيف الظاء ، لأن المضارع هناك مبدوء بالياء فلا تتأتى فيه ، وفي الماضي ثلاث لغات : تظهر كتكلم ، وتظاهر كتقاتل ، وظاهر كقاتل . قوله : ( بقول الواحد مثلاً لزوجته ) إلخ ، أي وضابطه أن يشبه زوجته كلاً أو بعضاً ، بظهر مؤيدة التحريم . قوله : { أُمَّهَاتِكُمْ } مفعول ثان لجعل . قوله : ( بشرطه ) أي وهو العزم على العود ، فإن لم يعزم على العود ، فلا تجب عليه الكفارة ما لم يمسها ، وإلا تحتمت عليه ، ولو طلقها بعد ذلك . قوله : { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ } نزلت في حق زيد بن حارثة ، وهو كما روي كان من سبايا الشام ، فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد ، فوهبه لعمته خديجة بن خويلد ، فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه ، فأقام عنده مدة ، ثم جاء عنده أبوه وعمه في فدائه ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : خيراه ، فاختار الرق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حريته وقومه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : يا معشر قريش ، اشهدوا أنه ابني يرثني وأرثه ، وكان يطوف على خلق قريش يشهدهم على ذلك ، فرضي ذلك عمه وأبوه وانصرفا ، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ، فمكثت معه مدة ، ثم أخبر الله نبيه أنه زوجه زينب ، فلما طلقها زيد ، تزوجها رسول الله ، فتكلم المنافقون وقالوا : تزوج محمد حليلة ابنه وهو يحرمها ، فنزلت هذه الآية رداً عليهم ، وستأتي هذه القصة في أثناء السورة . قوله : ( جمع دعيّ ) أي بمعنى مدعو وأصله دعيو ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء . قوله : ( أي اليهود ) تفسير للكاف في أفواهكم . قوله : { ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ } روي عن عمر بن الخطاب قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة ، إلا زيد ابن محمد ، حتى نزلت { ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ } . قوله : { هُوَ أَقْسَطُ } أي دعاؤهم لآبائهم أبلغ في العدل والصدق . قوله : { فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } أي فادعوهم بمادة الاخوة ، بأن تقولوا له يا أخي مثلاً . قوله : ( بنو عمكم ) تفسير للموالي ، فإنه يطلق على معان من جملتها ابن العم ، والمعنى إذا لم تعرفوا نسب شخص ، وأردتم خطابه ، فقولوا له : يا ابن عمي مثلاً . قوله : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } أي إثم قوله : { وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ } أي ولكن الجناح فيما تعمدته قلوبكم .