Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 58-62)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إلخ ، قيل : نزلت في علي بن أبي طالب ، كانوا يؤذونه ويسمعونه ، وقيل : نزلت في شأن عائشة رضي الله عنها ، وقيل : نزلت في شأن المنافقين الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يطلبون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فإن سكتت المرأة اتبعوها ، وإن زجرتهم انتهوا عنها ، وفي هذه الآية زجر لمن يسيء الظن بالمؤمنين والمؤمنات ، ويتكلم فيهم من غير علم ، وهي بمعنى قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ } [ الحجرات : 12 ] . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ } إلخ ، سبب نزولها : أن المنافقين كانوا يتعرضون للنساء بالأذية ، يريدون منهن الزنا ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة ، لأن زي الكل واحد ، تخرج الحرة والأمة في درع مخمار ، فتكون ذلك لأزواجهن ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت . قوله : { يُدْنِينَ } أي يرخين ويغطين . قوله : ( التي تشمل بها ) أي تتغطى وتتستر بها المرأة من فوق الدرع والخمار . قوله : ( فلا يغطين وجوههن ) أي فكن لا يغطين وجوههن ، وهذا فيما مضى ، وأما الآن فالواجب على الحرة والأمة الستر بثياب غير مزينة خوف الفتنة . قوله : ( لما سلف منهن من ترك الستر ) وورد أن عمر بن الخطاب مر بجارية متقنعة ، فعلاها بالدرة وقال لها أتتشبهين بالحائر يا لكاع ، ألقي القناع . قوله : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ } أي كعبد الله بن أبي وأصحابه . قوله : { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } أي فجور وهم الزناة ، وهم من جملة المنافقين . قوله : { وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } أي بالكذب ، وذلك أن ناساً منهم كانوا إذا خرجت سراياه صلى الله عليه وسلم يوقعون في الناس أنهم قد قتلوا وهزموا ويقولون : قد أتاكم العدو . قوله : ( لنسلطنك عليهم ) أي فتخرجهم من مجلسك وتقتلهم ، وقد فعل بهم صلى الله عليه وسلم ذلك ، فإنه لما نزلت في سورة براءة ، جمعهم وصعد على المنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا فلان قم فاخرج فإنك منافق ، ويا فلان قم ، فقام إخوانهم من المسلمين ، وتولوا إخراجهم من المسجد . قوله : { مَّلْعُونِينَ } حال من محذوف قدره المفسر بقوله : ( ثم يخرجون ) . قوله : ( أي الحكم فيهم هذا ) أي الأخذ والقتل . قوله : ( على جهة الأمر به ) أي أن الآية خبر بمعنى الأمر . ( أي سن الله ذلك ) أشار بذلك إلى أن سنة مصدر مؤكد ، وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي فلا تحزن على وجود المنافقين في قومك ، فإنه سنة قديمة ، كما كان في قوم موسى ، منهم موسى السامري وأتباعه ، وقارون وأتباعه . قوله : { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } أي تغييراً ونسخاً ، لكونها بنيت على أساس متين ، فليست مثل الأحكام التي تتبدل وتنسخ .