Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 63-68)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ } أي على سبيل الاستهزاء والسخرية ، لأنهم ينكرونها . واعلم أن السائل للنبي عن الساعة أهل مكة واليهود ، فسؤال أهل مكة استهزاء ، وسؤال اليهود امتحان ، لأن الله أخفى علمها في التوراة ، فإن أجابهم بالتعيين ثبت عندهم كذبه ، وإن أجابهم بقوله : علمها عند ربي مثلاً ، ثبتت نبوته وصدقه ، فقول المفسر ( أي أهل مكة ) أي واليهود . قوله : { عَنِ ٱلسَّاعَةِ } أي عن أصل ثبوتها ، وعن وقت قيامها . قوله : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ } أي لم يطلع عليها أحد ، وهذا إنما هو وقت السؤال ، وإلا فلم يخرج نبينا صلى الله عليه وسلم من الدنيا ، حتى أطلعه الله على جميع المغيبات ومن جملتها الساعة ، لكن أمر بكتم ذلك . قوله : { وَمَا يُدْرِيكَ } { مَا } استفهامية مبتدأ ، وجملة { يُدْرِيكَ } خبره ، والاستفهام إنكاري . قوله : { لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } { لَعَلَّ } حرف ترج ونصب ، و { ٱلسَّاعَةَ } اسمها ، وجملة { تَكُونُ } خبرها ، و { قَرِيباً } حال وتكون تامة ، ولذا فسرها بتوجد ، والمعنى قل أترجى وجود الساعة عن قريب ، فكل منهما جملة مستقلة لما ورد : أن الدنيا سبعة آلاف سنة ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الألف السابع ، فلم يبق من الدنيا إلا القليل . قوله : { خَالِدِينَ } حال مقدرة . قوله : { فِيهَآ } أي من السعير . وأنثه مراعاة لمعناه . قوله : { أَبَداً } تأكيد لما استفيد من قوله : { خَالِدِينَ } . قوله : { يَوْمَ تُقَلَّبُ } إما ظرف لخالدين ، أو ليقولون مقدم عليه ، والمعنى تصرف من جهة إلى جهة ، كاللحم يشوي بالنار . قوله : { يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ } كلام مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر كأنه قيل : ماذا صنعوا عند ذلك ؟ فقيل : يقولون متحسرين على ما فاتهم { يٰلَيْتَنَآ } إلخ . قوله : { وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } بألف بعد اللام ، وبدونها هنا ، وفي قوله : { ٱلسَّبِيلاْ } قراءتان سبعيتان ، وتقدم التنبيه على ذلك . قوله : { سَادَتَنَا } جمع إما لسيد أول لسائد على غير قياس . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( جمع الجمع ) أي جمع تصحيح بالألف والتاء لسادة ، الذي مفرده إما سيد أو سائد . قوله : ( أي مثلي عذابنا ) أي لأنهم ضلوا وأضلوا . قوله : ( وفي قراءة بالموحدة ) أي وهما سبعيتان . قوله : ( ما يمنعه أن يغتسل معنا ) إلخ ، أي لما روي أن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة ، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ، وكان موسى يغتسل وحده ، فقالوا : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا ، إلا أنه آدر ، فذهب يوماً يغتسل ، فوضع ثوبه على حجر ، ففر الحجر بثوبه ، فجعل موسى عليه السلام يعدو إثره يقول : ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، حتى نظرت بنو إسرائيل سوأة موسى فقالوا : والله ما بموسى من بأس ، فقام الحجر حتى نظروا إليه ، فأخذ ثوبه فاستتر به ، وطفق بالحجر ضرباً ، قال أبو هريرة : والله إن به ندباً ، أي أثراً ، ستة أو سبعة من ضرب موسى .