Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 9-13)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } هذا شروع في ذكر قصة غزوة الأحزاب ، وكانت في سؤال سنة أربع وقيل خمس ، " وسببها أنه لما وقع إجلاء بني النضير من أماكنهم ، سار منهم جمع أكابرهم ، منهم حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع ، وأبو عمار الواثلي ، في نفر من بني النضير ، إلى أن قدموا مكة على قريش ، فحرضوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله ، فقال أبو سفيان : مرحباً وأهلاً ، وأحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد ، ثم قالت قريش لأولئك اليهود : يا معشر اليهود ، إنكم أهل الكتاب الأول ، فأخبرونا أنحن على الحق أم محمد ؟ فقالوا : بل أنتم على الحق ، فأنزل الله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } إلى قوله : { وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } فلما قالوا ذلك لقريش ، سرهم ونشطوا لحرب محمد ، ثم خرج أولئك اليهود ، حتى جاءوا غطفان وقيس غيلان فاجتمعوا على ذلك ، وخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان ، وخرجت غطفان وقائدهم عيينة بن حصن ، ولما تهيأ الكل للخروج ، أتى ركب من خزاعة في أربع ليال ، حتى أخبروا محمداً بما اجتمعوا عليه ، فشرع في حفر الخندق ، بإشارة سلمان ، الفارسي فقال له : يا رسول الله ، إنا كنا بفارس إذا حاصرونا خندقنا علينا ، فعمل فيه النبي والمسلمون حتى احكموه ، وكان النبي يقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً ، ومكثوا في حفره ستة أيام ، وقيل خمسة عشر ، وقيل أربعة وعشرين ، وقيل شهراً . قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً ، فحفرنا وإذا ببطن الخندق صخرة كسرت حديدنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بخبر هذه الصخرة ، فأتى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله خرجت لنا صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق صخرة كسرت حديدنا وشقت علينا ، فمرنا فيها بأمرك ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطتك ، فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سلمان إلى الخندق ، وأخذ المعول مع سلمان ، وضربها به ضربة صدعها ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، يعني المدينة ، حتى كأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون معه ، ثم ضربها الثانية ، فبرق منها مثل الأول ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون معه ، ثم ضربها الثالثة فكسرها ، فبرق منها برق مثل الأول ، وأخذ بيد سليمان ورقي ، فقال : يأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله قط ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القوم وقال : " أرأيتم ما يقول سلمان " ؟ قالوا : نعم ، قال : ضربت ضربتي الأولى ، فبرق البرق الذي رأيتم ، فأضاء لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، ثم ضربت الثانية ، فبرق لي الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور قيصر من أرض الروم ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، ثم ضربت الثالثة ، فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور صنعاء ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فأبشروا ، فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحصر ، فقال المنافقون : ألا تعجبون ؟ يمينكم ويعدكم الباطل ، ويخبر أنه ينظر من يثرب ، قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفزون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا ؟ فنزل قوله تعالى : { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } وقوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } الآية فلما فرغوا من حفره ، أقبلت قريش والقبائل وجملتهم اثنا عشر ألفاً ، فنزلوا حول المدينة ، والخندق بينهم وبين المسلمين ، فلما رأته قريش قالوا : هذه مكيدة لم تكن العرب تعرفها ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين ، فضرب هنالك عسكره والخندق بينهم وبين القوم ، وخرج عدو الله حيي بن أخطب رئيس بني النضير ، حتى أتى كعب بن أسد القرظي سيد بن قريظة ، فلما سمع كعب حيياً ، أغلق دونه حصنه ، فاستأذن عليه ، فأبى أن يفتح له وقال له : ويحك يا حيي إنك امرؤ ميشوم ، إني عاهدت محمداً فلست بناقض ، فإني لم أر منه إلا وفاء وصدقاً ، فما زال حيي به ويقول له : جئتك بعز الدهر ، حتى فتح له ونقض عهد رسول الله ، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله ، بعث لهم سعد بن معاذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج ، وعبد الله بن رواحة ، فوجدوهم نفضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشاتموهم وقالوا لهم : لا عهد بيننا وبينكم ، ورجعوا وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، أبشروا يا معشر المسلمين ، فشرعوا يترامون مع المسلمين بالنبل ، ومكثوا في ذلك الحصار خمسة عشر يوماً فاشتد على المسلمين الخوف ، ثم إن نعيم بن مسعود الأشجعي من غطفان ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إني أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ " أخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة " ، فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة ، وكان نديماً لهم في الجاهلية ، فقال لهم : قد عرفتم ودي إياكمن وخاصة ما بيني وبينكم ، قالوا : صدقت لست عندنا بمتهم ، فقال لهم : إن قريشاً وغطفان جاءوا لحرب محمد ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وإن قريشاً وغطفان ليسوا كهيئتهم ، البلد بلدكم ، به أموالكم وأولادكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تتحولوا منه إلى غيره ، وإن قريشاً وغطفان أموالهم وأبناؤهم ونساؤهم بغيره ، وإن رأوا نهزة وغنيمة أصابوا ، وإن كان غير ذلك ، لحقوا ببلادهم ، وخلوا بينكم وبين هذا الرجل ، ولا طاقة لكم عليه إن خلا بكم ، فلا تقاتلوه مع القوم حتى تأخذوا رهناً من أشرافهم ، يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمداً ، حتى لا يتأخروا ، قالوا : لقد أشرت برأي ونصح ، ثم خرج حتى أتى قريشاً ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه : قد عرفتم ودي وإياكم وفراقي محمداً ، فقد بلغني أمر ، رأيت حقاً علي أن أبلغكم نصحاً لكم فاكتموا علي ، قالوا : نفعل ، قال : تعلمون أن معشر يهود ، قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد ، وقد أرسلوا إليه أن قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك منا أن نأخذ من قريش وغطفان رجالاً من أشرافهم ، فنعطيكم فتضرب أعناقهم ، ثم نكون معك على من بقي منهم ، فأرسل إليهم أن نعم ، فإن بعث إليكم يهود يلتمسون رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً ، ثم خرج حتى أتى غطفان ، فقال : يا معشر غطفان ، أنتم أهلي وعشيرتي وأحب الناس إلي ، ولا أراكم تتهموني ، قالوا : صدقت ، قال : فاكتموا علي ، قالوا : نفعل ، فقال لهم مثل ما قال لقريش ، وحذرهم مثل ما حذرهم ، فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس ، وكان مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ، أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قريظة فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مقام ، قد هلك الخف والحافر ، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً ، ونفرغ مما بيننا وبينه ، فأرسلوا إليهم أن اليوم السبتـ ولا هو يوم نعمل فيه شيئاً ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثاً ، فأصابهم ما لم يخف عليكم ، ولسنا من الذين نقاتل معكم ، حتى تعطونا رهناً من رجالكم ، يكون بأيدينا ثقة لنا ، حتى نناجز معكم محمداً ، فإنا نخشى إن ضرمتكم الحرب ، واشتد عليكم القتال ، أن تسيروا إلى بلادكم وتتركونا ، والرجل في بلادنا ، ولا طاقة لنا بذلك من محمد ، فلما رجعت إليهم الرسل بالذي قالت بنو قريظة ، قالت قريش وغطفان : تعلمون والله أن الذي حدثكم به نعيم بن مسعود لحق ، فأرسلوا إلى بني قريظة إنا والله لا ندفع إليكم رجلاً واحداً من رجالنا ، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا ، فقالت بنو قريظة حين انتهت إليهم الرسل بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا ، فإن وجدوا فرصة انتهزوها ، وإن كان غير ذلك انتهزوا إلى بلادهم ، وخلوا بينكم وبين الرجل في بلادكم ، فأرسلوا إلى قريش وغطفان ، إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهناً ، فأبوا عليهم ، وخذل الله عز وجل بينهم ، وبعث الله عليهم ريحاً عاصفاً ، وهي ريح الصبا ، في ليلة شديدة البرد والظلمة ، فقلعت بيوتهم ، وقطعت أطنابهم ، وكفأت قدورهم ، وصارت تلقي الرجل على الأرض ، وأسل الله الملائكة فزلزلهم ولم تقاتل ، بل نفثت في قلوبهم الرعب ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من يقوم فيذهب إلى هؤلاء القوم فيأتينا بخبرهم " ، أدخله الله الجنة ، فما قام منا رجل ، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوياً من الليل ، ثم التفت إلينا فقال مثله ، فسكت القوم ، وما قام منا أحد من شدة الخوف والجوع والبرد ، ثم قال : يا حذيفة ، فقلت : لبيك يا رسول الله وقمت حتى أتيته ، فأخذ بيدي ومسح رأسي ووجهي ثم قال : ائت هؤلاء القوم حتى تأتيني بخبرهم ، ولا تحدثن شيئاً حتى ترجع إلي ، ثم قال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته ، فأخذت سهمي ثم انطلقت أمشي نحوهم ، كأنما أمشي في حمام ، فذهبت فدخلت في القوم ، وقد أرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً لله تفعل بهم ما تفعل ، لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء ، وأبو سفيان قاعد يصلي ، فأخذت سهماً فوضعته في كبد قوسي ، فأردت أن أرميهن ولو رميته لأصبته ، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدثن حدثاً حتى ترجع ، فرددت سهمي في كنانتي ، فلما رأى أبو سفيان ما تفعل الريح وجنود الله بهم ، لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء ، فقال يا معشر قريش ، ليأخذ كل منكم بيد فلان رجل من هوازن ، فقال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، فقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من هذه الريح ما ترون ، فارتحلوا فإني مرتحل ، ثم قام إلى جمله وهو معقول ، فجلس عليه ثم ضربه فوثب على ثلاث ، فما أطلق عقاله إلا وهو الله صلى الله عليه وسلم كأني أمشي في حمام ، فأتيته وهو قائم يصلي ، فلما سلم أخبرته ، فضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل ، فلما أخبرته وفرغت قررت وذهب عني الدفأ ، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم فأنامني عند رجليه ، وألقى علي طرف ثوبه ، وألصق صدري ببطن قدميه ، فلم أزل نائماً حتى أصبحت ، فلما أصبحت قال : قم يا نومان . " قوله : { إِذْ جَآءُوكُمْ } بدل من { نِعْمَةَ } والعامل { ٱذْكُرُواْ } . قوله : ( متحزبون ) أي مجتمعون ، وتقدم أنهم كانوا اثني عشر ألفاً ، وكان المسلمون إذ ذاك ثلاثة آلاف ، والمنافقون من جملتهم . قوله : { رِيحاً } أي من الصبا التي تهب من المشرق ولم تتجاوزوهم . قوله : ( ملائكة ) أي وكانوا ألفاً ولم يقاتلوا ، وإنما ألقوا الرعب في قلوبهم . قوله : ( وبالياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { إِذْ جَآءُوكُمْ } بدل من إذا جاءتكم . قوله : ( من أعلى الوادي ) أي وهم أسد وغطفان . قوله : ( وأسفله ) أي وهم قريش وكنانة . قوله : ( من المشرق والمغرب ) لف ونشر مرتب . قوله : ( من كل جانب ) أي المحيط من كل جانب . قوله : ( وهي منتهى الحلقوم ) أي من أسفله . قوله : { ٱلظُّنُونَاْ } بألف بعد النون وصلاً ووقفاً ، وبدونها في الحالين ، وبإثباتها وقفاً ، وحذفها وصلاً ، ثلاث قراءات سبعيات ، وتجري في قوله أيضا { ٱلسَّبِيلاْ } و { ٱلرَّسُولاَ } في آخر السورة . قوله : ( بالنصر ) أي من المؤمنين ، وقوله : ( واليأس ) أي من المنافقين وبعض الضعفاء . قوله : { هُنَالِكَ } ظرف مكان أي في ذلك المكان وهو الخندق . قوله : { زِلْزَالاً } بكسر الزاي في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بفتح الزاي ، وهما لغتان في مصدر الفعل المضعف إذا جاء على فعلان ، كصلصال وقلقال . قوله : { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ } إلخ ، القائل معتب بن بشير ، وقال أيضاً : يعدنا محمد بفتح فارس والروم ، وأحدنا لا يقدر أن يتبرز فرقاً وخوفاً ، ما هذا إلا وعد غرور . قوله : { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ } القائل وهو أوس بن قيظي ، بكسر الظاء المعجمة من رؤساء المنافقين . قوله : ( هي أرض المدينة ) أي فسميت باسم رجل من العمالقة كان نزلها قديماً ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميتها بذلك ، وسماها طيبة وطابة وقبة الإسلام ودار الهجرة . قوله : ( ووزن الفعل ) أي فهي على وزن يضرب . قوله : ( بضم الميم وفتحها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( ولا مكانة ) أي تمكنا فهو بمعنى الإقامة . قوله : ( جبل خارج المدينة ) أي بينهما وبين الخندق ، فجعل المسلمون ظهورهم إليه ووجوهم للعدو . قوله : { وَيَسْتَئْذِنُ } عطف على { قَالَت طَّآئِفَةٌ } وعبر بالمضارع استحضاراً للصورة . قوله : ( يخشى عليها ) أي من السراق لكونها قصيرة البناء . قوله : ( قال تعالى ) أي تكذيباً لهم .