Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 37-39)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ } إلخ ، كلام مستأنف سبق لتقرير ما سبق تحقيقه . قوله : { بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ } صفة للأموال والأولاد ، لأن جمع التكسير للعاقل يعامل معاملة المؤنثة الواحدة ، ويصح أن تكون التي صفة لموصوف محذوف تقديره بالأحوال التي . قوله : ( قربى ) أشار بذلك إلى { زُلْفَىٰ } مصدر من معنى الفعل . قوله : ( لكن ) { مَنْ آمَنَ } أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، وحمله على ذلك جعل الخطاب للكفار ، ويصح أن يكون متصلاً ، والخطاب الأول عام ، كأنه قيل : وما الأموال والأولاد تقرب أحداً ، إلا المؤمن الصالح الذي أنفق أمواله في سبيل الله ، وعلم أولاده الخير ورباهم على الصلاح ، { فَأُوْلَـٰئِكَ } إلخ . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ، و { لَهُمْ } خبر مقدم ، و { جَزَآءُ } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر أولئك ، وهو استئناف لبيان جزاء أعمالهم . قوله : { جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ } من إضافة الموصوف لصفته ، أي الجزاء المضاعف . قوله : ( مثلاً ) أي أو الحسنة بسبعين أو بسبعمائة أو أكثر . قوله : ( وغيره ) أي من سائر المكاره ، فلا يفنى شبابهم . ولا تبلى ثيابهم . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( مقدرين عجزنا ) أي معتقدين أننا عاجزون فلا نقدر عليهم . قوله : { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } [ سبأ : 36 ] إلخ ، اختلف في هذه الآية ، فقيل : مكررة مع التي قبلها للتأكيد ، وقيل : مغايرة لها ، فالأولى محمولة على أشخاص متعددين ، وهذه محمولة على شخص واحد باعتبار وقتين ، فوقت البسط غير وقت القبض ، وهو الاحتمال الأول في قول المفسر ، أو الأولى محمولة على الكفار ، وهذه في حق المؤمنين ، وكل صحيح . قوله : ( ابتلاء ) علة لقوله : { وَيَقْدِرُ لَهُ } أي يختبر هل يصبر أو لا . قوله : { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ } أي على أنفسكم وعيالكم أو تصدقتم به . قوله : { فَهُوَ يُخْلِفُهُ } أي بالمال أو بالقناعة التي هي كنز لا ينفد ، أو بالثواب في الآخرة ، وفي الحديث : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً " ويؤيد هذا الحديث قوله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } [ الليل : 5 ] الآيات ، وأتى بهذه الآية عقب التي قبلها ، إشارة إلى أن الإنفاق لا يضيق الرزق ، بل ربما كان سبباً في توسعته ، فالحيلة في توسعة الرزق ، الإنفاق في وجوه الخير ، والثقة بالله والتوكل عليه . قوله : { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } أي أحسنهم وأجلهم ، لكونه خالق السبب والمسبب . قوله : ( يقال كل إنسان ) إلخ ، أي لغة ، ودفع بذلك ما قيل : إن الرزاق في الحقيقة واحد وهو الله . فأجاب : بأن الجمع باعتبار الصورة ، فالله خالق الرزق ، والعبيد متسببون فيه . إن قلت : أي مشاركة بين المفضل والمفضل عليه ؟ أجيب : بأن الرزاق يطلق على الموصل للرزق والخالق له ، والرب يوصف بالأمرين ، والعبد يوصف بالإيصال فقط ، فخيرية الله من حيث إنه خالق وموصل ، فعلم أن العبد يقال له رازق بهذا ، ولا يقال له رزاق ، لأنه من الأسماء المختصة به تعالى . قوله : ( يرزق عائلته ) أي عياله ، وعيال الرجل من يعولهم ، واحجى عيل كجيد . قوله : ( وابدال الأولى ياء ) هذا سبق قلم من المفسر ، إذ لم يقرأ بهذه أحد من القراء ، وأما تحقيقهما وإسقاط الأولى فقراءتان سبعيتان ، وبقي ثلاث قراءات سبعيات : تحقيق الأولى ، وتسهيل الثانية وعكسه ، وابدال الثانية ياء ساكنة ممدودة مع تحقيق الأولى ، فتكون الجملة خمساً .