Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 40-43)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَانُواْ يَعْبُدُونَ } خطاب للملائكة وتقريع للكفار ، وذلك كقوله تعالى لعيسى : { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] مع كون الله تعالى عالماً بأن الملائكة وعيسى بريئون من ذلك . قوله : { أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ } أي أنت الذي نواليك ونتقرب إليك بالعبادة ، فلم يكن لنا دخل في عبادتهم لنا . قوله : ( أي يطيعونهم ) أي فالمراد بعبادة الجن طاعتهم فيما يوسوسون الجن ، ويزعمون أن الجن تتراءى لهم ، وأنهم ملائكة ، وأنهم بنات الله . قوله : { أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } إن قلت : حيث أثبت أولاً أنهم كانوا يعبدون الجن ، لزم منه أن جميعهم مؤمنون بهم ، فكيف قال أكثرهم ؟ أجيب : بأن قول الملائكة أكثرهم من باب الاحتياط تحرزاً عن ادعاء الإحاطة بهم ، كأنهم قالوا : إن الذين رأيناهم واطلعنا على أحوالهم كانوا يعبدون الجن ، ولعل في الوجود من يطلع عليه من الكفار وأجيب أيضا : بأن العبادة عمل ظاهر ، والإيمان عمل باطن ، والظاهر عنوان الباطل غالباً ، فقالوا : بل كانوا يعبدون الجن لاطلاعهم على أعمالهم ، وقالوا أكثرهم بهم مؤمنون ، لعدم اطلاعهم على ما في القلوب . قوله : ( أي بعض المعبودين ) أي وهم الملائكة ، وقوله : ( لبعض العابدين ) أي وهم الكفار . قوله : { وَنَقُولُ } عطف على { لاَ يَمْلِكُ } . قوله : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } أي دلائل توحيدنا . قوله : { إِلاَّ إِفْكٌ } أي كذب غير مطابق للواقع ، ومع كونه كذلك هو { مُّفْتَرًى } أي مختلق من حيث نسبته إلى الله ، فقوله : { مُّفْتَرًى } تأسيس لا تأكيد . قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } التصريح بالفاعل انكار عظيم وتعجيب بليغ . قوله : ( قال تعالى ) أي رداً عليهم .