Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 51-54)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ } يحتمل أن مفعول { تَرَىٰ } محذوف تقديره : ولو ترى حالهم وقت فزعهم ، ويحتمل أن { إِذْ } مفعول { تَرَىٰ } أي ولو ترى وقت فزعهم ؛ واسناد الرؤية للوقت مجاز ، وحقه أن يسند لهم ، وقوله : ( عند البعث ) أحد أقوال في وقت الفزع ، وقيل : في الدنيا يوم بدر ، حين ضربت أعناقهم بسيوف الملائكة ، فلم يستطيعوا الفرار إلى التوبة ، وقيل : نزلت في ثمانين ألفاً ، يأتون في آخر الزمان ، يغزون الكعبة ليخربوها ، فلما يدخلون البيداء يخسف بهم ، فهو الأخذ من مكان قريب . قوله : ( لرأيت أمراً عظيماً ) أشار بذلك إلى أن جواب لو محذوف . قوله : { فَلاَ فَوْتَ } أي لا مخلص ولا مهرب . قوله : ( أي القبور ) أي وهي قريبة من مساكنهم في الدنيا ، أو المعنى قبضت أرواحهم في أماكنها فلم يمكنهم الفرار ، وقيل : أخذوا من مكان قريب ، وهي القبور لجهنم ، فيخرجون من قبورهم لها . قوله : { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } أي قالوا ذلك وقت حصول الفزع ، وهو وقت نزول العذاب بهم . قوله : { وَأَنَّىٰ لَهُمُ } أي كيف يمكنهم الخلاص والظفر بمطلوبهم وهم في الآخرة ، مع أن ذلك لا يحصل ولا يكون إلا في الدنيا ، وهي بعيدة في الآخرة ، فالماضي بعيد إذ لا يعود ، والمستقبل قريب لأنه آت ، وكل آت قريب . قوله : { ٱلتَّنَاوُشُ } أي الرجوع إلى الدنيا للإيمان وقبول التوبة قوله : ( بالواو والهمزة ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَقَدْ كَـفَرُواْ } إلخ ، الجملة حالية ، أي يستبعد تناولهم الإيمان في الآخرة ، والحال أنهم كفروا في الدنيا . قوله : { وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ } أي يتكلمون في الرسول بالمطاعن والنقص من جانب بعيد من أمره ، وهو الشبه التي اقترحوها في جانب الرسول ، ويتكلمون في العذاب ، ويحلفون على نفيه من جانب بعيد عنهم ، من حيث إنهم لم يعلموا ذلك ، فالمكان البعيد هو ظنهم الفاسد ، فهو بعيد عن رتبة العلم . قوله : ( غيبة بعيدة ) أي عن الصدق . قوله : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ } أي في الآخرة . قوله : ( أي قبوله ) أي بحيث يخلصهم في الآخرة . قوله : { بِأَشْيَاعِهِم } جمع شيع ، وشيع جمع شيعة ، فالأشياع جمع الجمع ، وهم قوم الرجل وأنصاره وأتباعه ، المراد بهم هنا أشباههم في الكفر كما قال المفسر . قوله : { مِّن قَبْلُ } صفة للأشياع . قوله : ( أي قبلهم ) أي الذين كانوا سابقين عليهم في الزمان لا في العذاب ، فإن زمن عذابهم في القيامة متحد . قوله : ( موقع في الريبة لهم ) أي فهو من أراد به إذا أوقعه في الريبة وهي الشك ، فهو كقولهم : عجب عجيب ، وشعر شاعر ، من باب التأكيد . قوله : ( ولم يعتدوا بدلائله ) حال من الواو في ( آمنوا ) أي آمنوا به في الآخرة ، والحال أنهم لم يعتدوا في الدنيا بدلائله .