Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 8-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } يحتمل أن يكون من تمام قول الكافرين { هَلْ نَدُلُّكُمْ } إلخ ، ويحتمل أن يكون من كلام السامع جواباً للقائل . قوله : ( واستغنى بها ) أي بهمزة الاستفهام ، لأنها كافية في التوصل للنطق بالساكن . قوله : ( في ذلك ) أي الإخبار بالبعث . قوله : ( جنون ) أي خبل في عقله . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أنه هذا إنشاء كلام من الله رداً عليهم ، وما تقدم وإن كان كلامه ، إلا أنه حكاية عنهم . قوله : { ٱلْعَذَابِ } أي في الآخرة ، وذكره إشارة إلى أنه متحتم الوقوع ، فنزل المتوقع منزلة الواقع ، وقدمه على { ٱلضَّلاَلِ } وإن كان الضلال حاصلاً لهم بالفعل ، لأن التسلية بحصول العذاب لهم ، أتم من الأخبار بكونهم في الضلال . قوله : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير أعموا فلم يروا ، إلخ . قوله : { إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } المراد به ما ينظر له من غير التفات ، وقوله : { وَمَا خَلْفَهُمْ } المراد به ما ينظر له بالتفات ، فالمراد جميع الجهات . قوله : { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } بيان لما ، والمعنى أفلم يتفكروا في أحوال السماء والأرض ، فيستدلوا على باهر قدرته تعالى ؟ وقد علمنا الله كيفية النظر بقوله : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } [ ق : 6 ] الآية . قوله : { إِن نَّشَأْ } هذا تحذير للكفار كأنه قيل : لم يبق من أسباب وقوع العذاب بكم ، وإلا تعلق مشيئتنا به . قوله : { نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } أي كما خسفناها بقارون . قوله : { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً } أي كما أسقطناها على أصحاب الأيكة . قوله : ( بسكون السين وفتحها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وكل منهما جمع كسفة ، فقول المفسر ( قطعة ) المناسب قطعاً . قوله : ( في الأفعال الثلاثة ) أي نشأ ونخسف ونسقط . قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ } ( المرئي ) أي من السماء والأرض . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا } اللام موطئة لقسم محذوف تقديره وعزتنا وجلالنا . قوله : ( وكتاباً ) أي وهو الزبور . قوله : ( وقلنا ) قدره إشارة إلى أن قوله : { يٰجِبَالُ } مقول لقول محذوف معطوف على قوله : { آتَيْنَا } فهو زيادة على الفضل . قوله : { أَوِّبِي } بفتح الهمزة وتشديد الواو أمر من التأويب وهو الترجيع ، وهو قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً أوبي بضم الهمزة وسكون الواو ، أمر من آب بمعنى رجع أي ارجعي وعودي معه في التسبيح كلما سبح ، فكان داود إذا سبح اجابته الجبال وعطفت عليه { ٱلطَّيْرَ } من فوقه ، وقيل : كان إذا أدركه فتور ، أسمعه الله تسبيح الجبال فينشط له . قوله : ( عطفاً على محل الجبال ) أي لأن محله نصب ، لكونه منادى مفرداً ، أو مفعولاً معه ، وقرئ بالرفع عطف على لفظ الجبال ، تشبيهاً للحركة البنائية بالحركة الإعرابية ، قال ابن مالك : @ وأن يكون مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان ورفع ينتقى @@ قوله : { وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ } سبب ذلك : أن الله تعالى أرسل ملكاً في صورة رجل ، فسأله داود عن حال نفسه فقال له : ما تقول في داود ؟ فقال : نعم هو لولا خصلة فيه ، فقال داود : ما هي ؟ قال : إنه يأكل ويطعم عياله من بيت المال ، فسأل داود ربه أن يسبب له سبباً يستغني به عن بيت المال ، فألان الله له الحديد ، وعلمه صنعة الدروع ، فهو أول من اتخذها ، وكانت قبل ذلك صفائح ، قيل : كان يعمل كل يوم درعاً ويبيعها بأربعة آلاف درهم ، وينفق ويتصدق منها ، فلذا قال صلى الله عليه وسلم : " كان داود لا يأكل إلا من عمل يده " قوله : ( فكان في يده كالعجين ) أي من غير نار ولا آلة . قوله : ( دروعاً كوامل ) أشار بذلك إلى أن { سَابِغَاتٍ } صفة لموصوف محذوف .