Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 42-44)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } الجهد بالفتح بلوغ الغاية في الاجتهاد ، وأما بالضم فهو الطاقة ، وإنما كان الحلف بالله غاية أيمانهم ، لأنهم كانوا يخلفون بآبائهم وأصنامهم ، فإذا أرادوا التأكيد والتشديد حلفوا بالله . قوله : { لَّيَكُونُنَّ } هذه حكاية لكلامهم بالمعنى ، وإلا فلفظه لنكونن إلخ . قوله : { مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } المراد من إحدى الأحد الدائرة ، فالمعنى من كل الأمم ، فقول المفسر ( أي أي واحدة منها ) الأوضح أن يقول : أي كل واحدة منها . قوله : { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } جواب لما ، وفيه اشعار بأن فيهم أصل النفور ، لكونهم جاهلية لم يأتهم نذير من عهد إسماعيل . قوله : ( مفعول له ) أي لأجل الاستكبار ، وصح أن يكون بدلاً من نفوراً ، أو حالاً من ضمير زادهم ، أي حال كونهم مستكبرين . قوله : قوله : ( ووصف المكر بالسيئ ) أي في قوله : { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ } وقوله : ( أصل ) أي جاء على الأصل من استعمال الصفة تابعة للموصوف . قوله : ( وإضافته إليه قبل ) أي في قوله : { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ } . قوله : ( استعمال آخر ) أي جاء على خلاف الأصل حيث أضيف فيه الموصوف للصفة . قوله : ( قدر فيه مضاف ) أي مضاف إليه ، وقوله : ( حذراً من الإضافة إلى الصفة ) أي من اضافة المكر ، الذي هو الموصوف إلى السيئ ، الذي هو الصفة ، فيجعل المكر مضافاً لمحذوف ، والسيئ صفة لذلك المحذوف ، وتلك الإضافة من اضافة العام للخاص ، لأن المكر يشمل الاعتقاد والعمل ، فإضافته للعمل تخصيص له . قوله : { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ } إلا فلا ينتظرون إلا تعذيبهم كمن قبلها . قوله : ( سنة الله فيهم ) أشار بذلك إلى أن قوله : { سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ } مصدر مضاف لمفعوله ، وسيأتي اضافته لفاعله في قوله : { لِسُنَّتِ ٱللَّهِ } . قوله : { فَلَن تَجِدَ } الفاء للتعليل كأنه قيل : لا ينتظرون إلا تعذيبهم كمن قبلهم ، لأنك أيها العاقل لن تجد إلخ . قوله : ( أي لا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه ) أشار بذلك إلى أن المراد بالتبديل ، تغيير العذاب يغيره ، والتحويل نقله لغير مستحقه ، وجمع بينهما للتهديد والتقريع . قوله : { أَوَلَمْ يَسِيرُواْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والتقدير أتركوا السفر ولم يسيروا ، وهو استشهاد على أن سنة الله لا تبديل لها ولا تحويل ، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، ونفي النفي إثبات . والمعنى : بل ساروا في الأرض ، ومروا على ديار قوم صالح ، وقوم لزط ، وقوم شعيب وغيرهم ، فنظرو آثار ديارهم . قوله : { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي على حالة كانت ، ليعلموا أنهم ما أخذوا إلا بتكذيب رسلهم ، فيخافوا أن يفعل بهم مثل ذلك . قوله : { وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } أي أطول أعماراً ، والجملة حالية أو معطوفة على قوله : { مِن قَبْلِهِمْ } . قوله : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ } إلخ ، تقرير لما فهم من استئصال الأمم السابقة . قوله : { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } تعليل لما قبله .