Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-41)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } إلخ ، رأى بصرية تتعدى لمفعول واحد إن كانت بلا همز ، وبالهمز كما هنا تتعدى لمفعولين ، الأول قوله : { شُرَكَآءَكُمُ } والثاني قوله : { مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } على سبيل التنازع لأن كل من أرأيتم وأروني ، طالب ماذا خلقوا من الأرض على أنه مفعول له قوله : { شُرَكَآءَكُمُ } أضافهم لهم من حيث إنهم جعلوهم شركاء ، أو من حيث إنهم أشركوهم في أموالهم فإنهم كانوا يعينون شيئاً من أموالهم لآلهتهم ، وينفقونه على خدمتها ، ويذبحون عندها . قوله : { مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } أي أي شيء خلقه من الأمور التي في الأرض ، كالحيوانات والنباتات والأشجار وغير ذلك . قوله : { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ } { أَمْ } في الموضعين منقطعة تفسر ببل والهمزة . قوله : { آتَيْنَاهُمْ } أي الشركاء . قوله : { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } بالإفراد والجمع ، قراءتان سبعيتان . قوله : ( لا شيء من ذلك ) جواب الاستفهام في الجمل الثلاث وهو إنكاري . قوله : { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ } لما ذكر نفي الحجج ، أضرب عنه بذكر الأمر الحامل للرؤساء على الشرك وإضلال الأتباع ، وهو قولهم لهم إنهم شفعاء عند الله . قوله : { بَعْضُهُم } بدل من { ٱلظَّالِمُونَ } قوله : ( بقولهم ) أي الرؤساء للأتباع . قوله : ( أي يمنعهما من الزوال ) أشار بذلك إلى أن الإمساك بمعنى المنع ، وقوله : { أَن تَزُولاَ } { أَن } وما دخلت عليه ، في تأويل مصدر مفعول ثان على اسقاط من . قوله : { وَلَئِن زَالَتَآ } اجتمع قسم وشرط ، فقوله : { إِنْ أَمْسَكَهُمَا } جواب الأول ، وحذف جواب الثاني على القاعدة المعروفة . قوله : { مِنْ أَحَدٍ } { مِنْ } زائدة في الفاعل ، وقوله : { مِّن بَعْدِهِ } { مِّن } ابتدائية ، والتقدير : ما أمسكهما أجحد مبتدأ وناشئاً من غيره . قوله : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } تعليل لقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } أي فإمساكهما حاصل بحلمه وغفرانه ، وإلا فكانتا جديرتين بأن تزولا ، كما قال تعالى { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } [ مريم : 90 ] الآية ، فحلم الله تعالى من أكبر النعم على العباد ، إذ لولاه لما بقي شيء من العالم ، فقول العامة : حلم الله يفتت الكبود ، إساءة أدب . قوله : ( أي كفار مكة ) أي قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم ، فلعنوا من كذب نبيه منهم ، وأقسموا بالله تعالى ، لئن جاءهم نبي ينذرهم ، { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } [ فاطر : 42 ] .