Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 174-182)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَبْصِرْهُمْ } ( إذا نزل بهم العذاب ) أي من القتل والأسر ، والمراد بالأمر : الدلالة على أن ذلك قريب كأنه واقع مشاهدة . قوله : ( عاقبة كفرهم ) أي من نزول العذاب بساحتهم . قوله : ( تهديداً لهم ) أي فليس الاستفهام على حقيقته ، بل المقصود تهديدهم . قوله : ( تكتفي بذكر الساحة ) أي تستغني على سبيل الكفاية ، فالمعنى : فإذا نزل بهم العذاب ، فشبه العذاب بجيش هجم عليهم ، فأناخ بفنائهم بغتة وهم في ديارهم ، ففي ضمير العذاب استعارة بالكناية ، والنزول تخييل . قوله : ( بئس صباحاً ) أشار بهذا إلى أن الفاعل ضمير ، والتمييز محذوف ، والمذكور مخصوص ، والأوضح ما قاله غيره ، من أن المذكور هو الفاعل ، والمخصوص محذوف ، وعليه فالتقدير : بئس صباح المنذرين صباحهم . قوله : ( فيه اقامة الظاهر مقام المضمر ) أي في التعبير بالمنذرين ، وكان مقتضى الظاهر أن يقال صباحهم . قوله : { سُبْحَانَ رَبِّكَ } إلخ ، الغرض منه تعليم المؤمنين أن يقولوه ولا يغفلوا عنه ، لما روي عن علي كرم الله وجهه قال : من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } إلخ ، وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ * وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . قوله : { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } أضيف الرب إلى العزة لاختصاصه بها ، كأنه قيل : ذي العزة ، وقيل : المراد العزة المخلوقة الكائنة بين خلقه ، ويترتب على كل من القولين مسألة اليمين ، فعلى الأول ينعقد بها اليمين ، لأنها من صفات الله تعالى ، وعلى الثاني لا ينعقد ، لأنها من صفات المخلوق . قوله : { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } تعميم للرسل بالتسليم بعد تخصيص بعضهم .