Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 165-173)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَكَفَرُواْ بِهِ } الفاء للفصيحة مرتب على ما قبله . قوله : { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } أي في الدنيا والآخرة ، والتعبير بسوف تهديد لهم ، كقولك لمن تريد ضربه مثلاً : سوف ترى ما توعد به وأنت شارع فيه ، { فَسَوْفَ } للوعيد لا للتعبير . قوله : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا } إلخ ، هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وإنما صدرت هذه الجملة بالقسم ، لتأكيد الاعتناء بتحقيق مضمونها ، قوله : { كَلِمَتُنَا } إنما سمى الوعد بالنصر كلمة ، مع أنه كلمات ، لكون معنى الكل واحداً . قوله : ( وهي لأغلبن أنا ورسلي ) أي فيكون قوله : { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } جملة مستأنفة ، وقوله : ( أو هي قوله ) { إِنَّهُمْ } إلخ ، أي وعليه فيكون بدلاً من { كَلِمَتُنَا } أو تفسيراً لها . قوله : { وَإِنَّ جُندَنَا } الجند في الأصل الأنصار والأعوان ، والمراد منه أنصار دين الله ، وهم المؤمنون ، كما قال المفسر . قوله : ( وإن لم ينتصر بعض منهم ) إلخ ، دفع بهذا ما يقال : قد شوهدت غلبة الكفار على المؤمنين في بعض الأزمان ، فأجاب : بأن النصر إما في الآخرة للجميع ، أو في الدنيا للبعض ، فالمؤمنون منصورون على كل حال . أجيب أيضاً : بأن الأنبياء المأذون لهم في القتال ، لا بد لهم من النصر في الدنيا ، ولا تقع لهم هزيمة أبداً ، وإنما إن وقع للكفار بعض غلبة ، كما في أحد ، فهو لحكم عظيمة ، ولا تبيت على المؤمنين ، بل ينصرون عليهم بصريح قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ الأنفال : 36 ] الآية ، وأما غيرهم ، فتارة ينصرون في الدنيا ، وتارة لا ، وإنما ينصرون في الآخرة . قوله : ( تؤمر فيه بقتالهم ) أي فكان أولاً مأموراً بالتبليغ والصبر ، ثم لما كان في السنة الثانية من الهجرة ، أمر صلى الله عليه وسلم بالجهاد ، وغزواته سبع وعشرون غزوة ، قاتل في ثمان منها بنفسه : بدر وأحد والمصطلق والخندق وقريظة وخيبر وحنين والطائف .