Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 4-7)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } إن قلت : ما حكمة ذكر القسمة هنا ، لأنه إن كان المقصود المؤمنين فلا حاجة له ، لأنهم مصدقون ولو من غير قسم ، وإن كان المقصود الكفار ، فلا حاجة له أيضاً ، لأنهم غير مصدقين على كل حال ؟ أجيب : بأن المقصود منه ، تأكيد الأدلة التي تقدم تفصيلها في سورة يس ، ليزداد الذين آمنوا إيماناً ، ويزداد الكافر طرداً وبعداً . قوله : { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } إما بدل من واحد ، أو خبر ثان ، أو خبر لمحذوف . قوله : ( أي والمغارب ) أشار بذلك إلى أن في الآية اكتفاء على حد : سرابيل تقيكم الحر ، وإنما اقتصر على المشارق ، لأن نفعه أعم من الغروب ، إن قلت : إنه تعالى جمع المشارق هنا ، وحذف مقابله ، وجمعهما في سأل ، وثناهما في الرحمن ، وأفرهما في المزمل ، فما وجه الجمع بين هذه الآيات ؟ أجيب : بأن الجمع باعتبار مشرق كل يوم ومغربه ، لأن الشمس لها في السنة ثلاثمائة وستون مشرقاً ، وثلاثمائة وستون مغرباً ، فتشرق كل يوم من مشرق منها ، وتغرب كل يوم في مقابله من تلك المغارب ، والتثنية باعتبار مشرق الصيف ومشرق الشتاء ومغربهما ، والإفراد باعتبار مشرق كل سنة ومغربها ، وخص الجمع بهذه السور ، لمناسبة جموع أولها . قوله : { ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } أي القربى من الأرض . قوله : { بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } اختلف العلماء ، هل الكواكب في سماء الدنيا ، أو ثوابت في العرش وضوؤها يصل لسماء الدنيا ، لأن السماوات شفافة لا تحجب ما وراءها ؟ قوله : ( بضوئها ) أو نورها ، ولولاه لكانت السماء شديدة الظلمة عند غروب الشمس ، وقوله : ( أو بها ) أي أن ذات الكواكب زينة لسماء الدنيا ، فإن الإنسان إذا نظر إلى الليلة المظلمة إلى السماء ، ورأى هذه الكواكب مشرقة على سطح أزرق ، وجدها في غاية الزينة . قوله : ( المبينة بالكواكب ) أي فعل قراءة التنوين مع جر الكواكب ، تكون الكواكب عطفاً عليها ، وبقي قراءة ثالثة سبعية وهي تنوين ، ونصب الكواكب على أنه مفعول لمحذوف تقديره أعني الكواكب . قوله : ( بفعل مقدر ) أي معطوف على { زَيَّنَّا } . قوله : { مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } وكانوا لا يحجبون عن السماوات ، وكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها ، فيلقونها على الكهنة ، فلما ولد عيسى عليه الصلاة والسلام ، منعوا من ثلاث سماوات ، فلما ولد محمد عليه الصلاة والسلام ، منعوا من السماوات كلها ، فما منهم أحد يريد استراق السمع ، إلا رمي بشهاب ، وهو الشعلة من النار ، فلا يخطئه أبداً ، فمنهم من يقتلهن ومنهم من يحرق وجهه ، ومنهم من يخبله فيصير غولاً يضل الناس في البراري . قوله : ( مستأنف ) أي لبيان حالهم بعد حفظ السماء منهم وما يعتريهم من العذاب . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أدغمت التاء في السين ) أي بعد قلبها سيناً وإسكانها . قوله : ( من آفاق السماء ) أي نواحيها وجهاتها . قوله : ( والاستثناء من ضمير يسمعون ) أي و ( من ) في محل رفع بدل من الواو ، أو في محل نصب على الاستثناء ، والاستثناء على كل متصل ، ويجوز أن تكون ( من ) شرطية ، وجوابها { فَأَتْبَعَهُ } أو موصولة مبتدأ ، وخبرها { فَأَتْبَعَهُ } وهو استثناء منقطع كقوله تعالى : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } [ الغاشية : 22 - 23 ] .