Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 8-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } إن قلت : تقدم أن الكواكب ثابتة في السماء أو في العرش زينة ، ومقتضى كونها رجوماً للشياطين ، أنها تنفصل وتزول ، فكيف الجمع بين ذلك ؟ أجيب : بأنه ليس المراد أن الشياطين يرجمون بذات الكواكب ، بل تنفصل منها شهب تنزل على الشياطين ، والكواكب باقية بحالها . إن قلت : إن الشياطين خلقوا من النار ، فكيف يحترقون ؟ أجيب : بأن الأقوى يحرق الأضعف ، كالحديد يقطع بعضه بعضاً . إن قلت : إذا كان الشيطان يعلم أنه لا يصل لمقصوده بل يصاب ، فكيف يعود مرة أخرى ؟ أجيب : بأنه يرجو وصوله لمقصوده وسلامته ، كراكب البحر ، فإنه يشاهد الغرق ، المرة بعد المرة ، ويعود طمعاً في السلامة . قوله : ( يثقبه ) أي بحيث يموت من ثقبه ، وقوله : ( أو يحرقه ) أي يموت أيضاً ، وأو في كلام المفسر للتنويع ، وهو لا ينافي وصف الشهاب بالثاقب ، لأن معنى الثاقب المضيء ، أي الذي وأو في كلام المفسر للتنويع ، وهو لا ينافي وصف الشهاب بالثاقب ، لأن معنى الثاقب المضيء ، أي الذي يثقب الظلام ، خلافاً لما يوهمه المفسر . قوله : ( أو يخيله ) الخبل بسكون الباء وفتحها ، الجنون والبله ، ويطلق أيضاً على من فسدت أعضاؤه . قوله : { فَٱسْتَفْتِهِمْ } إلخ ، المقصود من هذا الكلام ، الرد على منكري البعث ، حيث ادعوا أنه مستحيل ، وحاصل الرد ، أن يقال لهم : إن استحالته التي تدعونها ، إما لعدم المادة ، وهو مردود بأن غاية الأمر تصير الأجزاء تراباً ، وهو قادر على أن ينزل عليه ماء فيصير طيناً ، وقد خلق أباهم آدم من طين ، أو لعدم القدرة وهو مردود ، بأن القادر على هذه الأشياء العظام من السماوات الأرض وغيرهما ، قادر على إعادتهم ثانياً ، وقدرته ذاتية لا تتغير ، فهذه الآية نظير قوله تعالى : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] إلخ . قوله : { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } أي أقوى خلقاً ، أو أصعب أو أشق إيجاداً . قوله : { أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } قرأ العامة بتشديد الميم ، وقرئ شذوذاً بفتحها ، وهو استفهام ثان ، و { مِّن } مبتدأ خبر محذوف دل عليه ما قبله أي { أَشَدُّ خَلْقاً } . قوله : { لاَّزِبٍ } من باب دخل ، وقوله : ( يلصق باليد ) أي أنه لضعفه لا قوام له بنفسه . قوله : ( المعنى أن خلقهم ) إلخ ، التفت المفسر إلى أنه توبيخ لهم على التكبر والعناد الذي منه إنكار البعث .