Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 39-48)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ } إلخ ، هذا الأمر للتهديد . قوله : ( حالتكم ) أي وهي الكفر والعناد ، وفيه تشبيه الحال بالمكان ، بجامع الثبوت والاستقرار في كل . قوله : ( مفعولة العلم ) أي لأنها بمعنى عرف ، فتنصب مفعولاً واحداً ، قوله : { يُخْزِيهِ } أي يهينه ويذله . قوله : { لِلنَّـاسِ } أي لمصالح الناس في معاشهم ومعادهم . قوله : ( متعلق بأنزل ) ويصح أن يكون متعلقاً بمحذوف حال ، إما من فاعل أنزل ، أو من مفعوله . قوله : { أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، والمعنى ليس هداهم بيدك ولال في ضمانتك ، حتى تقهرهم وتجبرهم عليه ، وإنما هو بيدنا ، فإن شئنا أبقيناهم على ما هم عليه من الضلال . قوله : { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا } أي يقبض الأرواح عند حضور آجالها ، فالنفس والروح شيء واحد على التحقيق ، وذلك القبض ظاهر ، بحيث ينعدم التمييز والإحساس ، وباطناً بحيث تنعدم الحياة والنفس والحركة . قوله : { وَ } ( يتوفى ) { ٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } أشار بذلك إلى أن الموصول معطوف على { ٱلأَنفُسَ } مسلط عليه { يَتَوَفَّى } والمعنى يقبض الأرواح التي لم تحضر آجالها عند نومها ظاهراً ، بحيث ينعدم التمييز والإحساس لا باطناً ، فإن الحياة والنفس والحركة باقية ، ولذا عرفوا النوم بأنه فترة طبيعية ، تهجم على الشخص قهراً عليه ، تمنع حواسه الحركة ، وعقله الإدراك ، وأما في حالة اليقظة ، فالروح سارية في الجسد ظاهراً وباطناً ، لأنها جسم لطيف شفاف ، مشتبك بالاجسام الكثيفة ، اشتباك الماء بالعود الأخضر على هيئة جسد صاحبها ، وقيل مقرها القلب ، وشعاعها مقوم للجسد ، كالشمعة الكائنة وسط آنية من زجاج ، فأصلها في وسطه ، ونورها سار في جميع أجزائه . قوله : { فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ } أي لا يردها إلى جسدها ، وتحيا حياة دنيوية . قوله : ( أي وقت موتها ) ظاهره أن قوله : { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } راجع لقوله : { وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ } فقط ، ويصح رجوعه وللذي قبله ، ويراد بالأجل المسمى في الممسوكة النفخة الثانية . قوله : ( نفس التمييز ) أي والإحساس . قوله : ( نفس الحياة ) أي والحركة والنفس . قوله : ( بخلاف العكس ) أي فمتى ذهبت نفس الحياة ، لا تبقى نفس التمييز والإحساس ، واعلم أنه اختلف ، هل في الإنسان روح واحدة والتعدد باعتبار أوصافها وهو التحقيق ، أو روحان : إحداهما روح اليقظة ، التي أجرى الله العادة بأنها كانت في الجسد كان الإنسان متيقظاً ، فإذا خرجت منه ، نام الإنسان ورأت تلك الروح المنامات ، والأخرى : روح الحياة ، التي أجرى الله العادة بأنها إذا كانت في الجسد كان حياً ، فإذا فارقته مات ، فإذا رجعت إليه حيي ، وكلام المفسر محتمل للقولين . قوله : ( المذكور ) أي من التوفي والإمساك والإرسال . قوله : ( وقريش لم يتفكروا ) قدره ليكون قوله : { أَمِ ٱتَّخَذُواْ } إضراباً انتقالياً . قوله : ( أي الأصنام ) بيان للمفعول الأولى . قوله : { أَ } ( يشفعون ) أشار بهذا إلى أن الهمزة داخلة على محذوف . والواو عاطفة عليه . قوله : { لاَ } أشار به إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( أي وهو مختص بها ) جواب عما يقال : مقتضى الآية نفي الشفاعة عن غيره تعالى ، مع أنه قد جاء في الأخبار : إن للأنبياء والعلماء والشهداء شفاعات فأجاب : بأن المعنى لا يملك الشفاعة إلا الله ، وشفاعات بإذن الله ورضاه ، قال تعالى : { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } [ الأنبياء : 28 ] . قوله : { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي تردون فيجازيكم بأعمالكم . قوله : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } { إِذَا } معمولة لقوله : { ٱشْمَأَزَّتْ } قوله : { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي لنسيانهم حق الله تعالى ، وهذه الآية تجر بذيلها على أهل اللهو والفسوق ، الذين يختارون مجالس اللهو ويفرحون بها ، على مجالس الطاعات . قوله : { قُلِ ٱللَّهُمَّ } أي التجئ إلى ربك بالدعاء والتضرع ، فإنه القادر على كل شيء . قوله : ( أي يا الله ) أي فحذفت يا النداء ، وعوض عنها الميم وشددت ، لتكون على حرفين كالمعوض عنه . قوله : ( اهدني ) هذا هو المقصود بالدعاء ، وتمام تلك الدعوة النبوية على ما ورد : اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . قوله : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } إلخ ، بيان لغاية شدة ما ينزل بهم . قوله : { لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } أي بالمذكور من الأمرين . قوله : { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ظرف { لاَفْتَدَوْاْ } . قوله : { وَبَدَا لَهُمْ } إلخ ، كلام مستأنف أو معطوف على قوله : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } إلخ . قوله : { سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ } أي الأعمال السيئة حين تعرض عليهم صفائحهم . قوله : ( الجنس ) أي فهو إخبار عن الجنس بما يفعله غالب أفراده . قوله : ( إنعاماً ) أي تفضلاً وإحساناً . قوله : { عَلَىٰ عِلْمٍ } [ الزمر : 49 ] ( من الله ) إلخ أي أو مني بوجود سببه ، أو أني أعطيته بسبب محبة الله لي وفلاحي . قوله : ( أي القولة ) أشار بذلك إلى أن الضمير عائد على ( القولة ) وقيل عائد على النعمة ، والمعنى أن النعمة فتنة ، أي امتحان واختبار ، هل يشكر عليها أو يكفرها . قوله : ( أن التخويل ) أي إعطاء النعم تفضلاً وإحساناً . قوله : ( الراضين بها ) أشار بذلك إلى أن قومه لم يقولوها بالفعل ، وإنما نسبت لهم من حيث رضتهم بها . قوله : { سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ } أي جزاء أعمالهم السيئة .