Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 71-73)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ } الخ ، هذه الآية وما بعدها تفصيل لما أجمل في قوله : { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } [ الزمر : 70 ] . قوله : ( بعنف ) أي شدة ، لأنهم يضربون من خلف بالمقامع ، ويسبحون من أمام بالسلاسل والأغلال . قوله : { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } المراد دار العذاب بجميع طبقاتها . قوله : { زُمَراً } جمع زمرة من الزمر وهو الصوت ، سموا بذلك لأن الجماعة لا تخلو غالباً عنه . قوله : ( جماعات متفرقة ) أي فوجاً فوجاً كما في آية { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ } [ الملك : 8 ] والمعنى كل أمة على حدة . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } { حَتَّىٰ } ابتدائية تبدأ بعدها بالجمل . قوله : { فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } أي ليتلقوا حرارتها بأنفسهم . قوله : ( جواب إذا ) أي باتفاق . قوله : { رُسُلٌ مِّنكُمْ } أي من جنسكم . قوله : ( القرآن ) أي بالنسبة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقوله : ( وغيره ) أي بالنسبة لبقية الأمم . قوله : { لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أضاف اليوم لهم باعتبار انحصار شدته فيهم ، وليس المراد به يوم القيامة جميعه ، فإنه مختلف باعتبار الأشخاص ، فيكون نعيماً وسروراً للمؤمنين ، وشدة وعذاباً للكافرين . قوله : { قَالُواْ بَلَىٰ } إقرار بما وقع منهم ، وإنما أنكروا حين سألهم الله تعالى طمعاً في النجاة ، فلما قامت الحجج عليهم ، وتحتم الأمر بعذابهم ، رأوا أن الإنكار لا فائدة فيه فأقروا ، وبالجملة فالقيامة مواطن ، تارة ينكرون وتارة تقر أعضاؤهم ، وتارة يقرون بألسنتهم . قوله : { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أظهر في محل الإضمار ، اشارة لسبب استحقاقهم العذاب وهو الكفر . قوله : ( مقدرين الخلود ) أشار بذلك إلى أن قوله : { خَالِدِينَ } حال مقدرة ، وذلك لأنهم عند الدخول ليسوا خالدين ، وإنما هم منتظرون ومقدرون الخلود . قوله : { مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } أظهر في محل الإضمار ، إشارة إلى بيان سبب كفرهم الذي استحقوا به العذاب ، وقوله : ( جهنم ) هو المخصوص بالذم . قوله : { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ } أخر وعد المؤمنين ليحسن اختتام السورة به ، ليكون آخر الكلام بشرى المؤمنين . قوله : ( بلطف ) أشار بذلك إلى أن السوق في الموضعين مختلف ، فسوق الكفار سوق إهانة وانتقام ، وسوق المؤمنين سوق تشريف وإكرام ، وفي المعنى : سوق المؤمنين مختلف ، فسوق الكفار سوق إهانة وانتقام ، وسوق المؤمنين سوق تشريف وإكرام ، وفي المعنى : سوق المؤمنين سوق مراكبهم ، لأنهم يذهبون راكبين ، فيسرع بهم إلى دار الكرامة والرضوان ، فشتان ما بين السوقين ، وهذا من بديع الكلام ، وهو أن يؤتى بكلمة واحدة تدل على الهوان في حق جماعة ، وعلى العز والرضوان في حق آخرين . قوله : { زُمَراً } أي جماعات على حساب قربهم ومراتبهم . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } { حَتَّىٰ } ابتدائية . قوله : ( الواو فيه للحال ) والحكمة في زيادة الواو هنا دون التي قبلها ، أن أبواب السجن مغلقة ، إلى أن مجيئها صاحب الجريمة ، فتفتح له ثم تغلق عليه ، فناسب ذلك عدم الواو فيها ، بخلاف أبواب السرور والفرح ، فإنها تفتح انتظاراً لمن يدخلها . قوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } عطف على قوله : { جَآءُوهَا } . قوله : { سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ } أي سلمتم من كل مكروه ، وقوله : { طِبْتُمْ } أي طهرتم من دنس المعاصي ، لما ورد : أنه على باب الجنة شجرة ينبع من ساقها عينان ، يشرب المؤمنون من إحداهما ، فتطهر أجوافهم ، وذلك قوله تعالى : { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ الإنسان : 21 ] ثم يغتسلون من الأخرى فتطيب أجسادهم ، فعندها يقول لهم خزنتها { سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } . قوله : ( وجواب إذا مقدر ) هذا أحد أقوال ثلاثة ، وقيل : إن جوابها قوله : { وَفُتِحَتْ } والواو زائدة ، وقيل : هو قوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } والواو زائدة . قوله : ( وسوقهم ) مبتدأ و ( تكرمة ) خبره ، وكذا ما بعده .