Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 74-75)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقَـالُواْ } أي بعد استقرارهم في الجنة . قوله : { ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } أي حققه لنا في قوله : { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } [ مريم : 63 ] . قوله : { وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } أي ملكها لنا نتصرف فيها تصرف الوارث فيما يرثه ، وقد كانت لآدم وحده ، فأخذها أولاده إرثاً لها منه ، وقيل : المراد أورثنا أرض الجنة التي كانت للكفار لو آمنوا ، والأقرب أن المراد ملكنا إياها كالميراث ، فإنه ملك بلا ثمن ، ولا شبهة لأحد فيه ، فكذلك منازل الجنة . قوله : ( لا يختار فيها مكان على مكان ) أي بل يرى كل إنسان بمكانه الذي أعد له ، بحيث لو أطلق الاختيار لا يختار غيره ، لزوال الحقد والحسد ، من القلوب ، وهذا جواب عما قيل : كيف ذلك ، مع أن كل إنسان له محل معد لا سبيل له إلى غيره ؟ وأجيب أيضاً : بأن المعنى يختار من منازله من يشاء ، لما ورد : أن كل واحد له جنة لا توصف سعة ولا حسناً ، فيتبوأ من جنته حيث يشاء ، ولا يخطر بباله غيرها . قوله : { فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } هذا من كلام الله تعالى ، زيادة في سرور أهل الجنة ، وقوله : ( الجنة ) هو المخصوص بالمدح . قوله : { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل ولكل مؤمن زيادة في السرور ، لأن رؤية الملائكة في الآخرة من النعيم ، لاتحاد روحانيتهم مع الإنس ، وأما في الدنيا فمفزع ، لأن النوع الإنساني في الدنيا ضعيف مكبل بأنواع الشهوات والحجب ، فلا يستطيع رؤية المقربين . قوله : ( حافين ) أي محيطين مصطفين بحافته وجوانبه . قوله : ( أي يقولون سبحان الله وبحمده ) أي تلذذاً ، لأن منتهى درجاتهم الاستغراق في تسبيحه تعالى وتقديسه . قوله : ( ختم استقرار الفريقين ) الخ ، أي كما ابتدأ ذكر الخلق بالحمد في قوله : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } [ الأنعام : 1 ] ففيه تنبيه على أنه تعالى ينبغي حمده في مبدأ كل أمر ونهايته . قوله : ( من الملائكة ) أي بل ومن جميع الخلق ، فإن جميع أهل الجنة ، يحمدون الله تعالى على ما أعطاهم وأولاهم من تلك النعم العظيمة ويجدون لذلك الحمد لذة عظيمة لزوال الحجاب عنهم . والله سبحانه وتعالى أعلم .