Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 128-133)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { خَافَتْ } الخوف توقع الأمر المكروه ، فقوله : ( توقعت ) أي انتظرته . قوله : ( زوجها ) أي ويقال له سيد أيضاً ، قال تعالى : { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا } [ يوسف : 25 ] والسيد والبعل مختصان بالرجل ، والزوج كما يطلق على الرجل يطلق على المرأة . قوله : ( يترك مضاجعتها ) الباء سببية ، والمراد بالترك التقليل من ذلك . قوله : ( والتقصير في نفقتها ) أي التقليل منها ، مع كونه لم يكن يترك الحقوق الواجبة ، وإلا فصلحه بالمال على ترك الحقوق الواجبة يحرم عليه ولا يحل له أخذه ، مع أن الموضوع أنه لا جناح عليه ولا عليها فيه فتأمل . قوله : ( وطموح عينه ) أي تلفته ونظره إلى غيرها قوله : ( إلى أجمل منها ) أي ولو بحسب ما عنده . قوله : { أَوْ إِعْرَاضاً } معطوف على { نُشُوزاً } والمراد بالإعراض عنها بوجهه عدم البشاشة معها ولقاؤها بوجه عبوس ، قال الشاعر : @ وَلِلْغَدْرِ عَيْنٌ لَنْ تَزَالَ عبوسةٌ وَعَيْنُ الرِّضَا مَصْحُوبَةً بِالتَّبَسُّمِ @@ قوله : { فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ } أي لا إثم في ذلك على المرأة إذا صالحته على ترك القسم أو النفقة أو الكسوة ، ولا على الرجل في قبول ذلك منها ، ونفي الجناح على الرجل ظاهر لأنه يأخذ منها شيئاً ، فهو مظنة الجناح ، وأما نفي الجناح عن المرأة فمن حيث دفع ذلك ، لأنه ربما يقال إنه كان كالربا ، فإنه حرام على الدافع والآخذ . قوله : ( فيه إدغام التاء ) أي بعد قلبها صاداً وتسكينها . قوله : ( وفي قراءة يصلحا ) أي وهي سبعية ، وقوله : { صُلْحاً } مفعول مطلق على كلا القراءتين ، ويصح على القراءة الثانية جعله مفعولاً به إن ضمن يصلحا معنى يوفقا ، وقوله : { بَيْنَهُمَا } حال من قوله : { صُلْحاً } لأنه نعت نكرة قدم عليها ، وأقحمه إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون ذلك الصلح سراً لا يطلع عليه إلا أهلهما . قوله : ( بأن نترك له شيئاً ) أي بما لها عليه من الحقوق ، كالنفقة والكسوة والمبيت ، قوله : ( فإن رضيت بذلك ) جواب الشرط محذوف تقديره لزمها ذلك ، قوله : { وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ } هذه الجملة كالتي بعدها معترضة بين جملة الشرط الأولى والثانية ، وقوله : { خَيْرٌ } اسم تفضيل والمفضل عليه محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( من الفرقة ) لا يقال الفرقة لا خير فيها إلا أن يقال قد يكون في الفرقة خير أيضاً لكنه متوهم ، وأما خيرية الصلح فمحققة ، وقيل إنه ليس على بابه ، بل على الصلح خير من الخيور ، كما أن النشوز شر من الشرور . قوله : { وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ } الأنفس نائب فاعل ، أحضرت مفعول أول ، والشح مفعول ثان ، والمعنى أحضر الله الأنفس الشح أي كل ما عليه ، فمتى تعلقت الأنفس بشيء فلا ترجع عنه إلا بمشقة . قوله : ( والمعنى ) أي المراد من المعنى في ذلك ترغيب في الصلح ، وترك هوى النفس . قوله : ( عِشرة النساء ) قدره إشارة إلى أن مفعول { تُحْسِنُواْ } محذوف . قوله : { بِمَا تَعْمَلُونَ } أي بعلمكم من النساء خيراً أو شراً . قوله : ( في المحبة ) أي والمحادثة والمضاجعة . قوله : { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } أي فلا تعرضوا كل الإعراض ، بل يلزمكم العدل في المبيت وتركه حرام لما في الحديث : " من لك يعدل بين نسائه جاء يوم القيامة وشقه ساقط " وأما الميل القلبي إلى إحداهما فلا حرج فيه ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك " قوله : ( الممال عنها ) على بمعنى عن ، أي الممال عنها بمعنى المبغوضة . قوله : { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } الكاف بمعنى مثل مفعول ثان لتذروا ، والهاء مفعول أول ، لأنها إذا كانت بمعنى ترك تنصب مفعولين . قوله : ( التي لا هي أيم ) الأيم هي التي لا زوج لها ، كأن سبق لها زواج أو لم تتزوج أصلاً . قوله : { وَإِن يَتَفَرَّقَا } مقابل قوله : { فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا } . بقوله : ( في الفضل ) متعلق بواسعاً . قوله : { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } الخ ، هذا كالعلة والدليل لقوله : { وَكَانَ ٱللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً } . قوله : ( فلا يضره كفركم ) أي فليس أمرهم بالطاعة عن احتياج تنزه الله عن أن يصل له نفع من طاعتهم أو ضر من كفرهم ، وهذا هو جواب الشرط ، وقوله : { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } دليل الجواب قوله : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي يستأصلكم بالمرة ، وقوله : { وَيَأْتِ بِآخَرِينَ } أي يقوم آخرين دفعة مكانكم .