Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 127-127)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي } ( شأن ) { ٱلنِّسَآءِ } أي ما يتعلق بهن من دفع المهر لهن وعدم إيذائهن . قوله : ( وميراثهن ) عطف خاص رداً على من كان يمنعه من الجاهلية . قوله : { يُفْتِيكُمْ } أي يبين لكم تلك الأحكام . قوله : { وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } يحتمل أن ما معطوف على لفظ الجلالة ، أو على الضمير المستتر في يفتيكم ، والفاصل موجود وهو الكاف ، لقول ابن مالك : @ وَإنْ عَلَى ضَمِير رَفْع مُتَّصِل عَطفت فَافْصُلْ بِالضَّمِيرِ المُنْفَصِلِ @@ أو فاصل ما ، وعلى كل فيكون المفتي اثنين : الله سبحانه وتعالى وكتابه والتغاير بالاعتبار ، فالمعنى يفتيكم بنفسه على لسان نبيه ، فتأمل ، وفيه مزيد اعتناء بتلك الفتوى . قوله : ( من آية الميراث ) أي وهي قوله تعالى : { يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ } [ النساء : 11 ] الآيات ، وكذلك الوصية التي تقدمت في أوائل السورة كقوله : { وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [ النساء : 19 ] فالمناسب للمفسر أن لا يقتصر على آية الميراث . قوله : ( ويفتيكم أيضاً ) أشار بذلك إلى أن قوله : { فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ } متعلق بمحذوف معطوف على الضمير في قوله : { فِيهِنَّ } العاطف محذوف ، التقدير الله وكتابه يفتيكم في شأن النساء عموماً ، والله وكتابه يفتيكم في يتامى النساء ، فهو من عطف الخاص على العام والنكتة الاعتناء بشأنهن . قوله : { فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ } الإضافة على معنى من أي اليتامى من النساء ، أو من إضافة الصفة للموصوف أي النساء اليتامى . قوله : ( من الميراث ) أي وباقي الحقوق كالمهور . قوله : ( عن ) { أَن تَنكِحُوهُنَّ } معلوم أن حذف الجار مع أن وإن مطرد ، وإنما قدر عن إشارة إلى أن الرغبة بمعنى الزهد فتعدى بعن ، وبعضهم قدر في إشارة إلى أن الرغبة بمعنى الحب ، والمعنى تحبون وترغبون في نكاحهن لمالهن ، ولولا ذلك ما تزوجتموهن ، وهو مذموم أيضاً ، بل الواجب تقوى الله فيهن ، فإن أكل مال اليتيم فيه الوعيد الشديد ، فضلاً عن كون اليتيم امرأة لا ناصر لها ، روى مسلم عن عائشة قالت : هذه اليتيمة تكون في حجر وليها ، فيرغب في جمالها ومالها ، ويريد أن ينقص صداقها . فنهوا في نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن ، قالت عائشة رضي الله عنها : فاستفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل : { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ } إلى قوله : { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } فبين لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ، ولم يلحقوا بسنتها في إكمال الصداق ، وإذا كانت مرغوباً عنها في قلة المال والجمال والتمسوا غيرها قال : فكما يتركونها حين يرغبون عنها ، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها ، إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق ، وقد تقدم بسط ذلك أول السورة . قوله : ( لدمامتهن ) أي فقرهن . قوله : ( وتعضلوهن ) أي تمنعوهن ، وهذا التخويف للأولياء كما هو مقتضى المفسر ، وفي الحقيقة هو عام للأولياء ، ومن يتزوج بها فتخويف الولي من حيث عضلهن عن الزواج لأخذ مالهن ، وتخويف الزوج من حيث تزوجها لأخذ مالها ، أو بغير مهر مثلها وعدم إعطائها إياه ، وبالجملة فلا يجوز لولي ولا زوج أكل مال اليتيم ميراثاً أو مهراً . قوله : { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ } معطوف على يتامى عطف عام على خاص . قوله : { مِنَ ٱلْوِلْدَٰنِ } أي ذكوراً أو إناثاً ، وكانوا في الجاهلية لا يورثون الصبيان مطلقاً ولا النساء ، وإنما كانوا يقولونك لا نورث إلا من يحمي الحوزة ويذب عن الحرم ، فيحرمون المرأة والصبي . قوله : { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَٰمَىٰ } معطوف على قوله : { فِي يَتَٰمَى } من عطف العام أيضاً ، ويصح نصبه بإضمار فعل ، وهو الذي مشى عليه المفسر بقوله : { وَ } ( يأمركم ) وهو خطاب للأولياء والحكام ، والمراد باليتامى مطلقاً ذكوراً أو إناثاً . قوله : { مِنْ خَيْرٍ } بيان لما . قوله : ( مرفوع بفعل يفسره ) { خَافَتْ } أي فهو من باب الاشتغال ، ولا يصح جعله مبتدأً ، لأن أداة الشرط لا يليها إلا الفعل ولو تقديراً ، ونظيره وإن أحد من المشركين استجارك .