Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 166-170)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ } استدراك على ما ذكر في سبب النزول . قوله : ( من القرآن المعجز ) أي لكل مخلوق ، ولم ينزل كتاب معجز يتحدى به على نبي من الأنبياء غير نبينا . قوله : { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } أشار المفسر إلى أن الباء للملابسة أو بمعنى في ، والمعنى على الأول أنزله ملتبساً بعلمه ، أي وهو عالم به ، لأن التأليف يحسن على قدر علم مؤلفه ، فحيث كان هذا القرآن ناشئاً عن علم الله التام المتعلق بكل شيء ، كان في أعلى طبقات البلاغة ، فلا يمكن أحداً غيره الإتيان بشيء منه ، والمعنى على الثاني أنزله ، والحال أن فيه علمه أي معلوماته الغيبية ، بمعنى أنه مشتمل على المغيبات ، وعلى مصالح الخلق وما يحتاجون إليه ، فحيث اشتمل على ذلك فهو شاهد صدق على أنه من عند الله ، وإنما خص القرآن بالذكر لأن إنكارهم وتعرضهم كان له ، ولأنه أكبر معجزاته . قوله : { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } لفظ الجلالة فاعل كفى ، والباء زائدة ، وشهيداً حال ، وقوله : ( على ذلك ) أي على صحة نبوتك ، والمعنى أن شهادة الله تغنيك وتكفيك . قوله : { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي منعوا الناس من طريق الهدى . قوله : { ضَلَٰلاً بَعِيداً } أي لأنهم ضلوا في أنفسهم وأضلوا غيرهم ، ومن كان هذا وصفه يبعد عنه الهدى . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ } وهم اليهود . قوله : { لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } أي مريداً ليغفر لهم حيث ماتوا على الكفر . قوله : { إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ } استثناء متصل لأنه مستثنى من عموم الطرق ، والمراد بجهنم الدار المسماة الحطمة ، والمعنى " أنهم لا يهتدون إلى طريق الرشاد أبداً ، بل دائماً أعمالهم تجرهم إلى طريق جهنم . قوله : { وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } رد بذلك عليهم حيث زعموا وقالوا : { نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ } [ المائدة : 18 ] ولا يهون عليه أن يعذب أحباؤه . قوله : ( أي أهل مكة ) جري على القاعدة ، وهو أن المخاطب بيا أيها الناس أهل مكة ، ولكن المراد العموم . قوله : { بِٱلْحَقِّ } متعلق بجاء ، وقوله : { مِن رَّبِّكُمْ } متعلق بمحذوف حال من الحق ، أي جاءكم بالحق حال كونه من ربكم . قوله : ( واقصدوا ) { خَيْراً } أشار بذلك إلى أن قوله خيراً مفعول لمحذوف ، ويصح أن يكون خبراً لكان المحذوفة ، والتقدير آمنوا يكن الإيمان خيراً وهو الأقرب . وقوله : ( مما أنتم فيه ) أي وهو الكفر على حسب زعمكم أن فيه خيراً ، وإلا فالكفر لا خير فيه . قوله : ( لا يضره كفركم ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف ، وقوله : { فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } دليل الجواب . قوله : { حَكِيماً } ( في صنعه ) أي لا يصنع شيئاً إلا محكماً متقناً . قوله : ( الإنجيل ) أي فالخطاب للنصارى فقط ، ويحتمل أنه خطاب لليهود والنصارى ، لأن غلو اليهود بتنقيص عيسى حيث قالوا إنه ابن زانية ، وغلو النصارى بالمبالغة في تعظيمه حيث جعلوه ابن الله .