Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 171-171)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ } ( القول ) { ٱلْحَقَّ } أشار بذلك إلى أن صفة لمصدر محذوف . قوله : { إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } المسيح مبتدأ ، وعيسى بدل أو عطف بيان عليه ، وابن مريم صفته ، ورسول الله خبره . قوله : { وَكَلِمَتُهُ } أي أنه نشأ بكلمة كن ، من غير واسطة أب ولا نطفة ، وقوله : { أَلْقَاهَا } أي بنفخ جبريل في جيب درعها ، فحصل النفخ إلى فرجها فحملت به . قوله : { وَرُوحٌ مِّنْهُ } سمي بذلك لأنه حصل من الريح الحاصل من نفخ جبريل ، روي أن الله تعالى لما خلق أرواح البشر جعلها في صلب آدم عليه السلام ، وأمسك عنده روح عيسى ، فلما أراد الله أن يخلقه ، أرسل بروحه مع جبريل إلى مريم ، فنفخ في جيب درعها فحملت بعيسى . قوله : { مِّنْهُ } أي نشأت وخلقت ، فمن ابتدائية لا تبغيضية كما زعمت النصارى . حكي أن طبيباً حاذقاً نصرانياً جاء للرشيد ، فناظر علي بن الحسين الواقدي ذات يوم ، فقال له : إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى جزء من الله وتلا هذه الآية ، فقرأ الواقدي له : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] فقال : إذن يلزم أن تكوين جميع الأشياء جزءاً منه سبحانه ، فبهت النصراني وأسلم ، وفرح الرشيد فرحاً شديداً ، وأعطى الواقدي صلة فاخرة . قوله : ( أنه ابن الله الخ ) أشار بذلك إلى أنهم فرق ثلاثة : فرقة تقول إنه ابن الله ، وفرقة تقول إنهما إلهان الله وعيسى ، وفرقة تقول الآلهة ثلاثة : الله وعيسى وأمه . قوله : ( لأن ذا الروح مركب ) أشار بذلك إلى قياسٍ من الشكل الأول ، وتقريره أن تقول عيسى ذو روح ، وكل ذي روح مركب ، وكل مركب لا يكون إلهاً ينتج عيسى لا يكون إلهاً . قوله : ( الآلهة ) { ثَلاَثَةٌ } أشار بذلك إلى أن ثلاثة خبر لمحذوف ، والجملة مقول القول . قوله : ( وائتوا ) { خَيْراً } أي اقصدوه ، ويصح أن يكون خبراً لكان المحذوفة ، أي يكن الانتهاء خيراً قوله : ( منه ) أي مما ادعيتموه ، وقوله : ( وهو التوحيد ) بيان للخير . قوله : { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي فإذا كان يملك جميع ما فيهما ومن جملة ذلك ، عيسى ، فكيف يتوهم كون عيسى ابن الله ، فهذه الجملة تعليل لقوله سبحانه .