Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 80-82)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } الخ علة للجواب المحذوف . قوله : ( بل نذيراً ) اقتصر عليه لأنه في سياق من أعرض ، ولا يناسبه إلا الإنذار ، وإلا فرسول الله بعث بشيراً ونذيراً . قوله : ( أمرنا ) { طَاعَةٌ } أشار بذلك إلى أن طاعة خبر مبتدأ محذوف واجب الحذف ، لأن الخبر مصدر بدل من لفظ الفعل ، فهو نائب عن أطعنا ، ويصح أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي منا طاعة . قوله : ( بأدغام التاء في الطائفة ) أي بعد قلبها طاء . وقوله : ( وتركه ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي أضمرت ) المعنى أظهرت ما أضمرته ! وإلا فالإضمار كان واقعاً منهم قبل الخروج من عند النبي صلى الله عليه وسلم : قوله : ( من الطاعة ) بيان للذي تقول . قوله ( إلى عصيانك ) تفسير لقوله : { غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ } . قوله : ( ليجازوا عليه ) أي في العاجل والآجل . قوله : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي لا تقتلهم ولا تفضحهم ، وهذا قبل الأمر بقتلهم وإخراجهم . قوله : ( ثق به ) أي اعتمد عليه . قوله : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ } الهمزة داخلة على محذوف تقديره أيعرضون عنك فلا يتدبرون ، وهو استقباح لحالهم وتشنيع عليهم ، والتدبر في الأصل النظر في عواقب الأمور ، لتقع على الوجه الأكمل ، والمراد هنا مطلق التأمل والتفكر . قوله : ( تناقضاً في معانيه ) أي بأن يكون بعض إخباره غير مطابق لبعض . وقوله : ( وتبايناً في نظمه ) أي بأن يكون بعضه فصيحاً بليغاً ، وبعضه ليس كذلك ، فلما كان جميعه على منوال واحد ، ليس بعضه مناقضاً لبعض ، بل إخباره كلها متوافقة ، وهو فصيح بليغ ليس فيه ما ينافي ذلك ثبت أنه عند الله لأن هذا الأمر لا يقدر عليه غيره ، ولو ثبت فرضاً أنه من عند غير الله ، لوجدوا فيه اختلافاً في المعنى أو اللفظ . إن قلت إن قوله كثيراً ربما يوهم أن فيه اختلافاً قليلاً ، أجيب : أن بالتقييد بالكثرة للمبالغة ، والمعنى أن القرآن ليس فيه اختلاف أصلاً ، فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً فضلاً عن القليل فهو من عند الله ، فلم يكن فيه اختلاف أصلاً لا كثير ولا قليل .