Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 78-79)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَيْنَمَا تَكُونُواْ } هذا تسلية لهم أيضاً وأين اسم شرط جازم ، وما صلة ، وتكونوا فعل الشرط مجزوم بحذف النون والواو اسمها و { يُدْرِككُّمُ } جواب الشرط ، و { ٱلْمَوْتُ } فاعله ، والمعنى أن الموت يدرككم أينما تكونوا في أي زمان أو مكان متى حضر الأجل . قوله : { فِي بُرُوجٍ } جمع برج وهو القلعة والحصن . قوله : ( مرتفعة ) أي عالية البناء ، أو المعنى مطلية بالشيد أي الجص وقوله : ( أي اليهود ) أي والمنافقين . قوله : ( عند قدوم النبي المدينة ) أي حيث دعاهم إلى الإيمان فكفروا فحصل لهم الجدب ، فقالوا هذا شؤمه ، والشؤم ضد اليمن والبركة . قوله : { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } أي خلقاً وإيجاداً . قوله : { فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ } الخ ، أي أي شيء ثبت لهؤلاء لا يقربون من فهم الحديث والموعظة . قوله : ( وما استفهام تعجيب ) أي وتوبيخ . قوله : ( أيها الإنسان ) أي فهو خطاب عام لكل أحد وقيل الخطاب للنبي والمراد به غيره . قوله : { فَمِن نَّفْسِكَ } أي من شؤمك وسوء كسبك فنسبة ذلك إلى النفس مجاز ، باعتبار سوء الكسب والشؤم من إسناد الشيء لسببه ، وبهذا اندفع التنافي بين هذه الآية وبين قوله تعالى : { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } فنسبة الأشياء جميعها إلى الله من حيث الإيجاد ، ونسبة الشر إلى العبد ، فباعتبار أن سوء كسبه سبب ذلك ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " وما من مسلمك يصيبه وصب لا نصب ، ولا الشوكة يشاكها ، وحتى انقطاع شسع نعله إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر " وأما حديث " أشدكم بلاء الأنبياء الخ " فمعناه أن الله امتحنهم بالبلايا ، وألقى عليهم الصبر والمحبة ، فشاهدوا إعطاء الله في تلك البلايا ، فصارت البلايا عطايا ، فتحصل أن البلاء إما أن يكون من شؤم الذنب ، وذلك للعصاة الذين لم يتلقوه بالرضا والتسليم ، وإما أن يكون اختباراً أو امتحاناً ، وذلك للأنبياء والصالحين ليرقيهم به أعلى الدرجات ، ولذلك قال العارف الجيلي : @ تَلُذُّ لِي الآلاَمُ مُذْ اَنْتَ مُسْقَمِي وَإِنْ تَمْتَحِنِّي فَهِيَ عِنْدِي صَنَائِع @@ قوله : { وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً } والمعنى حيث ثبتت رسالته بشهادة الله ، اتضح من ذلك أن من أطاعه أطاع الله . قوله : ( فلا يهمنك ) بضم الياء من أهم ، أو بفتحها من هم ، ومعناه لا يحزنك إعراضهم وقدره المفسر إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف .