Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 84-84)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } الفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره إذا تكاسلوا عن القتال فقاتل الخ ، فإنك منصور على كل حال ، ولو اجتمعت عليك أهل الأرض جميعاً . قوله : { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } هذه الجملة حال من فاعل قاتل ، والمعنى قاتل في سبيل الله ولا تنظر لكسلهم حال كونك غير مكلف إلا نفسك ، فلا يضرك مخالفتهم وتقاعدهم عن القتال ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحرب لا يتغير وجهه أبداً ، بل كان يبتسم إذ ذاك ولا يكترث بملاقاة الأعداء ، قال البوصيري : @ مُسْفِرٌ يَلْتَقِي الكَتِيبَةَ بِسَا مَا إذَا أَسْهَمَ الوُجُوه اللِّقَاء @@ قوله : ( المعنى قاتل ولو وحدك ) أي فكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه إذا هم بالحرب لا يرجع حتى يحكم الله بينه وبين عدوه . قوله : { وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي بالآيات الواردة في فضل الجهاد ، فإن تخلفوا بعد ذلك فلا يضرونك ، وإنما وبالهم على أنفسهم . قول : { عَسَى ٱللَّهُ } الخ ، هذا وعد من الله بكفهم ، وهو وإن ورد بصيغة الترجي ، فهو في المعنى محقق لتعلق قدرته وإرادته بذلك ، ويستحيل تخلف ما تعلقا به ، لأنه يصير عاجزاً ، فلا فرق في تحقق وعد الله بين أن يرد بصيغة الترجي أو غيره . قوله : { وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً } أي قوة وسطوة . قوله : { تَنكِيلاً } من النكل ، وهو في الأصل القيد ثم أطلق على العذاب ، قوله : ( والذي نفسي بيده ) إنما أقسم بذلك لأنه دائماً في حضرة ربه . وقوله : ( بيده ) أي قدرته ، وكان عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يحلف بذلك . قوله : ( فخرج بسبعين راكباً ) أي في السنة الرابعة لأن أحداً كانت في الثالثة ، فلما انصرف منها أبو سفيان نادى بأعلى صوته يا محمد موعدك العام القابل في بدر ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن شاء الله تعالى ، فلما جاء العام القابل طلب المؤمنين للخروج ، فتقاعد المنافقون وتبعهم بعض ضعفاء المؤمنين بسبب تثبيط نعيم بن مسعود الأشجعي لهم ، قال تعالى حكاية عنه : { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } الآيات [ آل عمران : 173 ] وقوله : ( بسبعين راكباً ) تبع في ذلك بعض السير وهو ضعيف ، والراجح أنه خرج معه ألف وخمسمائة من أصحابه وعشرة أفراس ، واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة ، فأقاموا على بدر ينتظرون أبا سفيان ، فألقى الله في قلوب الأعداء الرعب ، ولم ينتقلوا من محل يسمى الآن بوادي فاطمة فاجتمعت قبائل العرب من كل جهة لإقامة السوق في بدر ، فصارت الصحابة يتجرون إلى أن ربحوا ربحاً عظيماً ، فمكثوا في بدر ثمانية أيام ، فلم تأتِ الكفار ولم يحصل بينهم حرب أصلاً ، قال تعالى : { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } [ آل عمران : 174 ] وتقدم بسط القصة في آل عمران . قوله : ( ومنع أبي سفيان ) معطوف على الفاء فهو مصدر .