Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 9-10)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلْيَخْشَ } قرأ السبعة بسكون اللام وغيرهم بكسرها وعلى كل اللام للأمر ، وسبب نزولها أنه كان في الجاهلية إذا حضر أحدهم الموت قد حضره جماعة ، حملوه على تفرقة ماله للفقراء والمساكين ، ويحرمون أولاده منه ، فيرتب على ذلك كونهم بعد موته عالة على الناس ويضيعون ، فنزلت الآية تحذيراً لمن يحمل الميت على ذلك من وصي أو غيره ، فإنه كما يدين الفتى يدان ، فكما يتقي الله في يتامى غيره ، فجزاؤه أن يقبض الله له من يتقي الله في أولاده . قوله : ( أي ليخفف على اليتامى ) المعنى ليخفف الله على اليتامى . قوله : { ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ } لو شرطية بمعنى إن ، فتقلت الماضي للاستقبال كما قال ابن مالك وجماعة ، فتركوا فعل الشرط . قوله : { خَافُواْ } ، وقوله : { فَلْيَتَّقُواْ } مرتب عليه . قوله : { خَافُواْ عَلَيْهِمْ } ( الضياع ) إن قلت : ما ذنب اليتيم حتى يعاقب بالضياع ؟ أجيب بأن ذلك تعذيب لأبيه ، لأن ما يؤذي الحي يؤذي الميت ، وليس تعذيباً لهم ، بل قد يكون رفعة لهم إن اتقوا الله . قوله : ( وليأتوا إليهم ما يحبون الخ ) أي يفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم بعد موتهم . قوله : ( للميت ) ويحتمل أن يكون لليتامى ، بأن يقولوا لهم لا تخافوا ولا تحزنوا ، فنحن مثل آبائكم . قوله : ( ولا يتركهم عالة ) أي فقراء يتكففون وجوه الناس . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ } نزلت في حق رجل من غطفان ، مات أخوه وترك ولداً يتيماً فأكل عمه ماله ، والمعنى يتلفون أموالهم ، فالتعبير بالأكل عن الإتلاف مجاز . قوله : { ظُلْماً } يحتمل أن يكون مفعولاً لأجله ، أي لأجل الظلم ، ويحتمل أن يكون حالاتً من يأكلون ، أي حال كون الأكل ظلماً . قوله : { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ } هذه الجملة خبر إن الأول ، والتعبير بالأكل مجاز باعتبار ما يؤول إليه أو المعنى يأكلون بسبب النار . قوله : ( بالبناء للفاعل والمفعول ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( ناراً شديدة ) أشار بذلك إلى أنه ليس المراد خصوص الطبقة المسماة بذلك ، لأنها لعباد الوثن خاصة وربما مات آكل مال اليتيم مسلماً . والحاصل : أنه تارة تطلق تلك الأسماء على ما يعم جميع الطبقات وتارة تطلق على مسمياتها خاصة . قوله : ( يحترقون فيها ) أي إن لم يتوبوا . روي أن آكل مال اليتيم يبعث يوم القيامة ، والدخان يخرج من قبره ومن فمه و ؟ أنفه وأذنيه وعينيه فيعرف الناس أنه كان يأكل مال اليتيم في الدنيا .