Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 35-38)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( ثواب ) { عَظِيمٍ } وقيل : المراد بالحظ الخلق الحسن وكمال النفس . قوله : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ } إلخ ، المراد بالنزع الوسوسة ، والمعنى : وإن يوسوس الشيطان بترم ما أمرت به فاستعذ بالله ، أي اطلب التحصن من شره ، ومن جملة وسوسته الغضب ، فإنه ربما يحمله على ارتكاب منهي عنه ، فإذا حصل عنده فليدفعه باستعاذة ، فإن لم يزل فليدفعه بالسكون ، ثم بالجلوس إن كان قائماً ، ثم بالاضطجاع إن كان جالساً ، فإن لم يزل بعد ذلك ، ذهب من المكان الذي هو به . قوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } تعليل لما قبله ، وفي هذه الآية دليل على استعمال التعوذات في الصباح والمساء ، لأن الإنسان بينهما لا يخلو من نزغات شيطانية ، فلذلك ورد في الأحاديث وفي كلام العارفين ، كثرة التعوذ في هذين الوقتين ، فتدبر . قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ } خبر مقدم ، و { ٱلَّيلُ } وما عطف عليه مبتدأ مؤخر ، والمعنى : ومن دلائل قدرته وانفراده بالألوهية الليل إلخ ، أي ظهور كل من هذه الأربع . قوله : { لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ } خصهما بالذكر ، لأن الكفار عبدوهما من دون الله . قوله : ( أي الآيات الأربع ) وإنما عبر عنها بضمير الإناث ، مع أن غالبها مذكر ، والعادة تغليب المذكر لا العكس ، نظراً للفظ الآيات ، فإن مفرده آية وهو مؤنث . قوله : { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي تفردونه بالعبادة ، فاتركوا عبادة غيره . قوله : { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ } أي تكبروا وعاندوا ، حيث جعلوا ما به الهدى والدلالة على توحيد الله إلهاً معبوداً . قوله : { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } علة لجواب الشرط المحذوف ، والتقدير فلا تنعدم العبادة لأن الذين إلخ ، والعندية عندية مكانة وشرف لا مكان ، فهو كما تقول : عند الملك من الجند كذا وكذا . قوله : { يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } هذا من مجاراة الكفر ، وإلا فلو ترك جميع الخلق عبادته ، لم ينقص ملكه شيء ، لما في الحديث : " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً " .