Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 47-50)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } أي لله يرد علم جواب السؤال عن الساعة ، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي } [ الأعراف : 187 ] لا يجليها لوقتها إلا هو فالمعنى تعيين وقت مجيئها لا يعلمه إلا الله تعالى وتقدم ذلك عند قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } [ لقمان : 34 ] . قوله : ( لا يعلمه غيره ) أخذ الحصر من تقديم الجار والمجرور ، والمعنى : لا يفيد علمه غيره تعالى ، فلا ينافي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرج من الدنيا ، حتى اطلع على ما كان وما يكون وما هو كائن ، ومن جملته وقت الساعة ، ولكن أمر بكتمانه ، فلا يفيد السائل عنه شيئاً . قوله : { مِن ثَمَرَاتٍ } المراد الجنس ، وقوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً والجمع ظاهر . قوله : ( جمع كم بكسر الكاف ) أي وهو ما يغطي الثمرة من النوار والزهر ، ويجمع أيضاً على أكمة وكمام ، وأما يغطي اليد من القميص فالضم ، وجمعه أكمام ، وقيل : ما يغطي الثمرة بالضم والكسر ، وما يغطي اليد بالضم فقط . قوله : { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ } إلخ ، أي يعلم قدر أيام الحمل وساعاته ، وكونه ذكراً أو أنثى ، واحداً أو متعدداً ، غير ذلك ، ويعلم وقت وضعه ومكانه . قوله : { إِلاَّ بِعِلْمِهِ } استثناء مفرع من عموم الأحوال ، والتقدير : وما يحدث شيء ، من خروج ثمرة ، أو حمل حامل أو وضعها ، إلا ملتبساً بعلمه ، فقد حذف من الأولين ، لدلالة الثالث عليه . إن قلت : قد يعلم ذلك بعض الخلق من أصحاب الكشف ، وبعض الكهنة والمنجمين . أجيب : بأن صاحب الكشف عليه بإلهام من الله تعالى لبعض جزئيات فقط ، وأما الكهنى والمنجمون ، فعلمهم مستند لأمور ظنية قد تصيب ، والغالب عليها الخطأ . قوله : { أَيْنَ شُرَكَآئِي } أي بزعمكم وفيه تقريع وتهكم بهم . قوله : { قَالُوۤاْ } أي يقولون : وعبر بالماضي لتحقق الوقوع . قوله : ( الآن ) أشار بذلك إلى أن المراد الإنشاء لا الإخبار عما سبق ، فالجملة خبرية لفظاً إنشائية معنى ، ويصح أن يراد الإخبار لتنزيلهم علمه تعالى بحالهم منزلة إعلامهم به ، فأخبروا وقالوا آذناك . قوله : { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ } أي غالب نفعهم عنهم ، فلا يشفعون لهم ، ولا ينصرونهم ، وهذا في المحشر ، وأما في النار فيجمعون معهم . قوله : { مِّن مَّحِيصٍ } فرار ومهرب من النار . قوله : ( والنفي ) أي وهو { مَّا } وقوله : ( في الموضعين ) أي وهما : ما منا ، وما لهم . ( معلق عن العمل ) التعليق إبطال العمل لفظاً لا محلاً ، والعامل المعلق هو آذن وظن . قوله : ( وجملة النفي ) أي في الموضعين . قوله : ( سدت مسد المفعولين ) أي الأول والثاني لظنوا ، والثالث لآذنا ، فإنه يتعدى لثلاثة ، كأعلم وأرى ، والمفعول الأول الكاف . قوله : { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ } المراد به جنس الكافر كما يأتي في المفسر . قوله : { مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ } المصدر مضاف لمفعوله . قوله : ( وغيرهما ) أي كالولد ونحوه من خير الدنيا . قوله : { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } خبر ان لمبتدأ محذوف ، أي فهو قبل اليأس والقنوط إظهار آثاره على ظاهر البدن ، ويطلق اليأس على العلم كما في قوله تعالى : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } [ الرعد : 31 ] ويئس من باب فهم ، وقنط من باب جلس ودخل وطرف . قوله : ( وما بعده ) أي وهو قوله : { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } إلى قوله : { لَلْحُسْنَىٰ } وأما قوله : { فَلَنُنَبِّئَنَّ } إلخ ، تصريح في الكافرين لا يحتاج للتنبيه عليه . قوله : { لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي } جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف ، لسد جواب القسم مسده ، للقاعدة المذكورة في قول ابن مالك : @ واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم @@ قوله : ( أي بعملي ) أي بما لي من الفضل والعمل والشجاعة والتدبير . قوله : { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً } أي تقوم . قوله : { رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ } أي كما تقول الرسل على فرض صدقهم ، وقد أكدت هذه الجملة بأمور زيادة في التعنت منها : القسم وإن ، وتقديم الظرف والجار والمجرور . قوله : { فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } جواب لقول الكافر { وَلَئِن رُّجِعْتُ } إلخ . قوله : ( الجنس ) أي من خيث هو مسلماً أو كافراً ، ولكنه مشكل بالنسبة للكافر ، فإنه تقدم عند مس الشر ، كان يؤوساً قنوطاً ، وهنا أفاد أنه ذو دعاء عريض ، فيقتضي أنه راج ، فحصل بين الآيتين التناقض . وأجيب : بأنه يمكن حمل ما تقدم على أناس دون آخرين أو على الكل ، لكن الأوقات مختلفة ، فبعض الأوقات يكونون آيسين ، وبعض الأوقات يكونون راجين .