Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-3)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } هذا هو القسم به ، والمفسم عليه هو قوله : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } وهو من أنواع البلاغة ، حيث جعل المقسم والمقسم عليه من واد واحد ، كأن الله تعالى يقول : ليس عندي أعظم من كلامي حتى أقسم به . قوله : ( أوجدنا الكتاب ) أي صيرناه مقروءاً ، أي مجموعاً سوراً ، موصوفة بكونها عربية ، رحمة منا وتنزلاً لعبادنا ، لعجزهم عن شهود الوصف القائم بنا ، فحدوثه من حيث قيامه بالمخلوقات ، وقدمه من حيث وصف الله به ، وقد تنزه وصفه عن الحروف والأصوات والجمع والتفرق فتدبر ، ودفع بذلك ما قيل : إن ظاهر الآية يدل على حدوث القرآن من وجوه ثلاثة : الأول أنها تدل على أن القرآن مجعول . وأجاب الرازي أيضاً على ذلك : بأن هذا الذي ذكرتموه حق ، لأنكم استدللتم بهذه الوجوه ، على كون الحروف المتواليات والكلمات المتعاقبة محدثة ، وذلك معلوم بالضرورة ، وليس لكم منازع .