Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 9-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } كرر الفعل للتوكيد ، وإلا فيكفي أن يقال العزيز العليم ، وهذا الجواب مطابق للسؤال من حيث عجزه ، ولو روعي صدره لجيء بجملة ابتدائية بأن يقال : هو العزيز العليم مثلاً . قوله : ( آخر جوابهم ) أي أن ما ذكر آخر جواب الكفار ، وأما قوله : { ٱلَّذِي جَعَلَ } إلى قوله : ( المنقلبون ) فهو من كلامه تعالى زيادة في توبيخهم على عدم التوحيد . قوله : ( كالمهد للصبي ) أي الفرش له ، أي ولو شاء لجعلها متحركة ، لا يثبت عليها شيء ، ولا يمكن الانتفاع بها ، فمن رحمته أن جعل الأرض قارة مسطحة ساكنة . قوله : { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي بحيث تسلكون فيها إلى مقاصدكم ، ولو شاء لجعلها سداً ليس فيها طرق ، بحيث لا يمكنكم السير فيها كما في بعض الجبال . قوله : ( أي بقادر حاجتكم ) أي فليس بقليل فلا تنتفعون به ، ولا كثير فيضركم . قوله : { فَأَنشَرْنَا } في الكلام التفات من الغيبة للتكلم . قوله : { تُخْرَجُونَ } أي فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها بالماء ، قادر على إحياء الخلق بعد موتهم . قوله : ( الأصناف ) أي الأشكال والأنواع ، كالحلو والحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى . قوله : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ } أي خلق لكم مواد السفن كالخشب وغيرهن وأهلمكم صنعتها ، وسيرها لكم في البحر لتنتفعوا بها . قوله : ( كالإبل ) إن قلت : إنه لم يبق شيء من الأنعام يركب سوى الإبل ، فالكاف استقصائية إلا أن يقال : المراد بالأنعام ما يركب من الحيوان ، وهو الإبل والخيل والبغال والحمير ، لأن المقام للامتنان بالركوب . قوله : { مَا تَرْكَبُونَ } مفعول لجعل ، و { مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ } بيان له . قوله : ( حذف العائد اختصاراً ) إلخ ، أي والمعنى : جعل لكم من الفلك ما تركبون فيه ، ومن الأنعام ما تركبونها ، فهو مجرور في الأول بفي ، منصوب في الثاني بالفعل .