Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 32-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ } الاستفهام انكاري وتعجب من حالهم وتحكمهم . قوله : { رَحْمَتَ رَبِّكَ } ترسم بالتاء المجرورة هنا ، وفي قوله تعالى فيما يأتي و { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ } اتباعاً لرسم المصحف وهذا موضعان ترسم فيهما بالتاء المجرورة . ثالثها في البقرة { أُوْلۤـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ } رابعها في الأعراف { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } خامسها في هود { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ } سادسها في مريم { رَحْمَتِ رَبِّكَ } سابعها في الروم { فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ } وما عداها يرسم بالهاء ، وللقراء في تلك المواضع السبعة في الوقف طريقان : فمنهم من يقف بالهاء ، كسائر الهاءات الداخلة على الأسماء ، كفاطمة وقائمة ، ومنهم من يقف بالتاء تغليباً لجانب الرسم . قوله : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي فجعلنا هذا غنياً ، وهذا فقيراً ، وهذا مالكاً ، وهذا مملوكاً ، وهذا قوياً ، وهذا ضعيفاً ، لاستقامة نظام العالم ، لا للدلالة على سعادة وشقاوة . قوله : { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } اللام للتعليل ، أي إن القصد من جعل الناس متفاوتين في العالم وفساد نظامه . قوله : ( والياء للنسب ) أي نسبته للسخرة وهي العمل بلا أجرة . إذا علمت ذلك ، فقول المفسر ( بالأجرة ) تقييد بالنظر لصحة التعليل ، ويصح أن يكون من السخرية التي هي بمعنى الاستهزاء ، والمعنى ليستهزئ الغني بالفقير ، وعليه فتكون اللام للعاقبة والصيرورة . قوله : ( وقرئ بكسر السين ) أي قراءة شاذة هنا ، جرياً على عادته في التعبير عن الشاذ بقرئ ، وعن السبعي بوفي قراءة ، وأما من المؤمنين وص فكسر السين فيهما قراءة سبعية ، ففرق بين ما هنا وما في السورتين المتقدمتين . قوله : { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي والعظيم من حازها وهو النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ، لا من حاز الكثير من المال . قوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ } إلخ ، الكلام على حذف مضاف ، أي لولا خوف أن يكون الناس إلخ ، كما أشار له المفسر فيما يأتي ، والأوضح أن يقول : لولا رغبة الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لجعلنا إلخ ، لأنه تعالى لا يوصف بالخوف ، ففرق الله الدنيا بين المؤمنين والكافر ، على حسب ما قدره لهم في الأزل . إن قلت : لن لم يوسع الدنيا على المسلمين ، حيث يصير ذلك سبباً لاجتماع الناس على الإسلام ، فالجواب : لأن الناس حينئذ يجتمعون على الإسلام لطلب الدنيا ، وهو إيمان المنافقين ، فما قدره الله تعالى خير ، لأن كل من دخل الإيمان ، فإنما يقصد رضا الله فقط . قوله : ( بدل من لمن ) أي بدل اشتمال . قوله : ( وبضمهما جمعاً ) أي على وزن رهن جمع رهن ، فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَمَعَارِجَ } جمع معرج بفتح الميم وكسرها وهو السلم . قوله : { وَ } ( وجعلنا لهم ) { سُرُراً } أشار بذلك إلى أن { سُرُراً } معمول لمحذوف معطوف على قوله : { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } عطف جمل .