Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 38-44)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } بالإفراد والتثنية قراءتان سبعيتان ، فعلى الأولى فاعل جاء ضمير مستتر يعود على العاشي ، وعلى الثانية ضمير التثنية . قوله : ( بقرينه ) أي مع قرينه . قوله : { يَا } ( للتنبيه ) ويصح أن تكون للنداء ، والمنادى محذوف تقديره قريني . قوله : { بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } اسم { لَيْتَ } مؤخر ، وفيخ تغليب ( المشرق والمغرب ) . قوله : ( أي مثل ما بين المشرق والمغرب ) أي في أنهما لا يجتمعان ولا يقربان منه ، لأنهما ضدان . قوله : ( أنت ) هو المخصوص بالذم . قوله : ( قال تعالى ) الماضي بمعنى المضارع ، لأن هذا القول يحصل في الآخرة . ( أي العاشقين ) تفسير للكاف ، وقوله : ( وتمنيكم وندمكم ) للضمير المستتر ، فهو إشارة إلى أنه فاعل ينفع ، وهو معلوم من السياق دل عليه قوله : { يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ } إلخ ، وبعضهم قال : إن الفاعل هو { أَنَّكُمْ } وما في حيزها ، والتقدير : ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب ، وأتى بها دفعاً لما قد يتوهم من أن عموم المصيبة يهونها ، كمصائب الدنيا ، فإنها إذا عمت هانت ، بل في الآخرة عمومها موجب لعظمها وهولها . قوله : ( أي تبين لكم ) أي الآن في الآخرة ، ودفع بذلك ما يقال : إن الظلم وقع في الدنيا ، و { ٱلْيَوْمَ } عبارة عن يوم القيامة . قوله : و { إِذ } بدل من { ٱلْيَوْمَ } أي بدل كل ، إن قلت : لن ينفعكم عامل في اليوم ، وإذ مع أنه مستقبل ، واليوم ظرف حالي ، وإذ ظرف ماض ، فكيف يعمل المستقبل في الحال والماضي ؟ أجيب : بأن عمله في الحال ، من حيث إنه فريق من الاستقبال ، وتقدم أن الماضي مؤول بالحال . قوله : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي أنت لا تسمعهم ، كما أشار له المفسر ، وهذه الآية نزلت لما كان يجتهد في دعائهم ، وهو لا يزدادون إلا تصميماً على الكفر . قوله : { وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } عطف على { ٱلْعُمْيَ } ويكفي في العطف تغاير العنوان ، وإلا فالأوصاف الثلاثة مجتمعة في كل كافر . قوله : ( بأن نميتك قبل تعذيبهم ) أي نقبضك الينا قبل انتقامنا منهم . قوله : { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } أي فلا يعجزوننا ، وقد وقع بهم العذاب على يده في الدنيا ، وعلى أيدي أتباعه بعد موته إلى يوم القيامة ، ولعذاب الآخرة أشد . قوله : { فَٱسْتَمْسِكْ } أي دم على الاستمساك . قوله : { إِنَّكَ } إلخ تعليل للأمر بالاستمساك . قوله : { وَلِقَوْمِكَ } أي قريش خصوصاً ولغيرهم عموماً ، فهو شرف لكل من تبعه ، وهذه الآية نظير قوله تعالى : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } [ الأنبياء : 10 ] .